أثبتت أزمة كورونا أننا جميعا بحاجة ماسة إلى أن نكون أكثر إنسانية، و أن نكون أكثر تعاونا مع بعضنا البعض كأفراد و كمجتمعات ، و ذلك بعد أن أثبتت العولمة عدم قدرتها علي المواجهة برغم ما وصلت إليه البشرية من إمكانيات علمية و تكنولوجية غاية في الدقة. و حتي الآن لم تنجح العولمة في إيجاد ممر آمن للخروج من تلك الأزمة التي عصفت بإقتصاديات أعتي الدول، و التي باتت تعمل بشكل فردي و كأنها جزر منعزلة عن بعضها البعض.
و برغم حالة الجمود التي أصابت العولمة إلا أن أزمة كورونا منحتنا الفرص – و لا زالت – لإعادة ترتيب حياتنا، و إعادة التفكير في الفوضي و العشوائية و التلوث الهائل الذي تسببنا فيه، و تغيير بعضا من سلوكياتنا اليومية و الحياتية.
ما بين الموت جوعا و انتشار الوباء، و مابين رفع البعض الراية البيضاء و اعلان البعض مواجهة هذا الوباء، أنحصر الرهان في تطبيق عدة إجراءات احترازية للوقاية أو لتقليل الاصابات، لأنه ليس في وسع الجميع إجراء مناقشات ديموقراطية لتحديد اي طريق نسلك، و ما يجب أن نتخلي عنه و نحن نواصل كفاحنا ضد هذا الوباء أو الذي يليه.
و ربما يمنحنا فيروس كورونا أيضا الفرصة لإعادة التفكير في إدارة مشتركة لعالم أصبح أصغر بكثير من أن يترك لصناع الموت و الأرباح، فإذا افترضنا اننا تجاوزنا كورونا، فلا تزال أمامنا مخاطر أخري لسنا مستعدين لها بعد. و لان الدروس التي تعلمناها من إدارة هذا الوباء – إذا كنا قد تعلمناها اصلا – قد لا تكون كافية !.
و بناء عليه فعلي حكومتنا ترتيب الأولويات، و تنفيذ العاجل و الهام منها، و ترشيد الانفاق الحكومي، و تجفيف منابع الفساد، و معالجة ما يمتلئ به الواقع الصحي و أحوال المستشفيات و العلاج و الأطباء و المرضي من مشكلات. إشادتنا الواجبة لهم لن تتحقق إلا بحل المشكلات التي تهدد تراجع المهنة و الخبرات و المهارات التي إشتهر بها التمريض المصري و تنعكس علي حياة المواطنين.