حرب ضروس خاضها وطنى خلال العقود الأربعة الماضية . منها ما قام به أعداء الخارج ومنها ما تم تنفيذه على يد خونة الداخل . أصعب تلك الحروب فى نظرى ومن خلال تجربتي في الحياة هى حرب الأخلاق والتى أشبه بصدأ الحديد فهى تفتت الفولاذ وتجعله كأن لم يكن . عندما دعى السيد الرئيس لتدريس مادة أحترام الآخر لم يدعو لها عبثا أو من فراغ ولكنه يعلم جيدا خطر الحرب التى تعرضنا لها . فقد زرع لنا نظام مبارك كل ما هو ضد القيم والأخلاق والدين وحبب لكل أبناء الجيل كل انواع الفساد وذكاه لهم إعلاميا . من خلال خطة ممنهجة أبطالها أفلام البلطجة . وداعميها وأبطالها . والتى ظهر البطل فيها فقيرا ثم تحدى كل شىء واجهة . بالبلطجة والأنحراف واللاقيم حتى وصل إلى هدفه ونال مراده وأصبح على القمة بكل ماهو ضد القانون والدين وكأنها دعوة صريحة للأنحراف . فرأينا أنعكاس ذلك على مجتمعنا سلبا . فضرب الأبن والديه وقتلهما . وشاع الزنا في المجتمع وتفحلت تجارة المخدرات وبلطجة الأراضى والجور على الضعيف وكسرت كل حدود الدين والأخلاق لصالح أعداء الوطن . ففتتونا داخليا وأصبحنا بلا أمان نخاف من بعضنا البعض ونكيد لبعضنا البعض ونتفلسف ونتفنن فى الأذى بدون رحمة وبدون اى سابق انذار . القوى يطحف الضعيف بدون رحمة أو شفقة ويتنمر صغار السن على الكهول ويهينونهم ويعتدون عليهم وكأننا أصبحنا فى غابة يأكل القوى فيها الضعيف . لا شفقة على فقير أو مريض لا تميز بين كبيرا وصغير . أزمة أخلاق حقيقية نواجهها . يجب علينا أن نواجه تلك الحقيقة الصريحة ونعالجها من خلال أهل الدين ورجال العلم المتخصصين لأنقاذ ما يمكن إنقاذه من شباب الوطن . أناشد السيد الرئيس فهو الأب والمعلم لهذا الوطن أن يصدر تعليمات سيادتة بتشكيل لجنة تقوم على أعادة بناء كل القيم الدينية والأخلاقية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعبا