أكد عمار أمون دلدوم السكرتير العام لـ لحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو استعداد الحركة لاستئناف التفاوض مع الحكومة السودانية في أي زمان ومكان على أساس وثيقة أديس أبابا الموقعة بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس الحركة بالعاصمة الإثيوبية في سبتمبر 2020.
وتعليقا على إعلان الحكومة السودانية السبت استئناف الحوار مع الحركة الشعبية شمال قال دلدوم إنهم لم يتلقوا أي إخطار رسمي من الوساطة حتى الآن.
وأشار دلدوم الذي عبر الهاتف من جوبا إلى أن الحركة ومنذ انسحابها من المفاوضات في أغسطس الماضي لم تدخل في مفاوضات رسمية مع الحكومة السودانية لكنها وقعت على وثيقة مبادئ مع رئيس الوزراء السوداني في سبتمبر وشاركت في ورش غير رسمية مع خبراء سودانيين ودوليين.
وتضمن اتفاق المبادئ الموقع بين حمدوك والحلو، 6 بنود تنص على “التفاوض على أساس إقامة دولة ديمقراطية وبناء دستور يقوم على فصل الدين عن الدولة مع احتفاظ الحركة بحق تقرير المصير في حال إخفاق المفاوضات في التوصل إلى اتفاق حول المبادئ الموقع عليها.
وإضافة إلى مبدأ التفاوض على أساس فصل الدين عن الدولة اتفق الجانبان على وقف العدائيات والتفاوض على أساس احترام حقوق المواطنة والتعدد الإثني والثقافي.
وقال دلدوم إن الحركة التي تسيطر على مناطق استراتيجية في جنوب كردفان وتحظى بتأييد واسع في أوساط السكان المحليين ظلت طوال الفترة الماضية على تواصل مع البعثة الأممية الجديدة للسودان يونيتامس وعدد من الفاعلين في المجتمع الدولي.ويعيش السودان منذ نهاية العقد الخامس من القرن الماضي حروبا أهلية حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.
ورغم انحصار الحرب منذ عام 1955 في جنوب السودان الذي انفصل وفقا لمقررات مؤتمر .نيفاشا. وكوّن دولته المستقلة عام 2011 فإن نطاقها الجغرافي بدأ في الاتساع مع مطلع الألفية الحالية ليشمل مناطق عديدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأدى ذلك إلى إهدار كم ضخم من الموارد وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 600 مليار دولار.
ويأمل مراقبون في أن يؤدي اتفاق جوبا إلى نهاية حقيقية لتلك الحرب لكن دلدوم شدد على عدم جدوى أي اتفاق لا يخاطب جذور الأزمة السودانية وينهي أسباب الانقسام والحرب إلى الأبد بدلا من التركيز على المحاصصة وتقاسم السلطة