تزايدت فى السنوات الأخيرة حالات الطلاق فى مصر ووصلت إلى مليون حالة طلاق سنويا وربع مليون حالة خلع وفقا لمركز معلومات مجلس الوزراء وتحتل مصر المرتبة الثالثة عالميا فى نسب الطلاق بعد الكويت والأردن ..يحدث ذلك رغم دعوة الإسلام إلى التراحم واستقرار الأسرة واعتبار الطلاق هو أبغض الحلال كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : إن أبغض الحلال عند الله الطلاق والمقصود أن الطلاق حلال عند الحاجة إليه، ولكنه أبغض الحلال إلى الله، والهدف الترغيب في عدم الطلاق، والحث على البقاء في العلاقة الزوجية إذا أمكن ذلك؛ لما في ذلك من الخير والعفة؛ ولصالح الأبناء لكن إذا كانت المودة غير موجودة، أو كانت هناك أسباب أخرى من سوء خلق أو فسق، أو أسباب أخرى رأى المصلحة في طلاقها فلا حرج في ذلك. ..لاشك أن هذا الموضوع قتل بحثا من قبل بطبيعة الحال لما له من من أهمية حيث أن الأسرة هي أساس المجتمعات وسبق أن تحدث الكثير من العلماء والخبراء عن سلبيات الطلاق ونتائجة المجتمعية والنفسية ، والآخرين تحدثوا عن أسباب الطلاق ومحاولة إيجاد حلول له .. ..وبناء علي إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإنه توجد 24 حالة طلاق كل 100 حالة زواج ، بمعني أن نسبة الطلاق تعادل 24 % . وأن حالات الطلاق في الريف أقل منها في الحضر . وبالطبع هذه نسبة ليست قليلة وتشكل خطرا علي المجتمعات. لكني تعملت أن لكل شئ جانب أيجابي ، وجانب مضئ يجب أن نستخلصة لنستطيع تقبل حياتنا وظروفنا، لذلك ساتحدث هما عن بعض الجوانب الإيجابية للطلاق ومنها : 1- الجانب الإجتماعي: أصبحت المجتمعات الآن أكثر تقبلا لفكرة الطلاق نتيجة كثرة حالات الطلاق، فلا يوجد أسرة الآن الا وفيها سيدة مطلقة ، وهذا التقبل المجتمعي أدي الي دعم المرأة المطلقة وعدم إشعارها بنقص فيها .. وأدي أيضا الي عدم رفض الأهالي تزويج أولادهم لسيدات مطلقات، لأنه تم إستيعاب أن المطلقة ليس شرطا أن تكون سيئة السمعة أو إنسانة غير مسئولة . 2- الجانب النفسي : التقبل المجتمعي بالطبع رفع تضاعف المشاعر السلبية من علي كاهل السيدة المطلقة (يكفي إحساسها بفقدان حياة زوجيه وعشرة وسنين عمر..) وأيضا يرفع هذه المشاعر السلبية من علي كاهل الأبناء فلا يشعرون أنهم مكروهين أو منبوذين أو مساكين . وبالطبع الحالة النفسية مهمة جدا بالنسبة للمطلقة لأنها تكون عادة في أشد الإحتياج لكل الدعم. 3- الجانب العلمي والمهني : أحيانا كثيرة بعد حالات الطلاق تعيد المرأة إكتشاف ذاتها ،(وهذه مشكلة عند معظم السيدات إنها عندما تتزوج تنسي نفسها وتنصهر في الزوج والأبناء) وبعد الطلاق إما تبدأ في دراسة شئ جديد ، أو تمارس هواية قد أهملتها منذ فترة طويلة ، أو تضطر للعمل إذا كانت لاتعمل، وأحيانا أيضا تبدأ بالإهتمام بجمالها أكثر من العادي ( وبالطبع معظم هذه الأشياء تقوم بها إما هربا من الحالة النفسية السيئة أو وعيا منها أنه يجب أن يكون لها دور إيجابي ، أو حتي لو كانت تقوم بعمل هذا لتثبت لطليقها إنها بخير بدونه) ، النتيجة أن هذه الأشياء إذا كان التعليم او العمل او الآهتمام بالصحة والجمال كلها اشياء مفيده وتصب في صالحها وفي صالح المجتمع.
هذه فقط بعض الجوانب الإيجابية ، ولاأقصد هنا أبدا أن الطلاق شئ محبب أو بسيط ، الأصل هو الزواج وإستمراره وعمل كل مانستطيع لتركيز دعائم الزواج واستمرار المودة والرحمة ، بالقطع سلبيات الطلاق أكثر من إيجابياته، لا جدال في هذا . لكن كل ما أقوله أنه لو تم الطلاق وباءت كل محاولات الإستمرار بالفشل ، فيجب أن نري الجانب المضئ ونستغله .. فالحياة تستمر ..ويجب أن نعيش حياتنا بشكل جيد . وسيظل الطلاق أبغض الحلال .. ولكنه حلال ..
د.هالة إبراهيم سكر خبير تنمية بشرية عضو المجلس الإستشاري في شبكة إعلام المرأة العربية