جذب الطفل المصري منصور طارق البالغ من العمر 5 أعوام الأنظار في بطولة الجمهورية لسباقات الرالي المصرية بعد تقديمه لأداء رائع داخل المضمار الصحراوي متخطيا الموانع المختلفة بثبات وسط دهشة الحضور من قدرات أصغر سائق راليات بمصر.
وصعد المتسابق الصغير على منصة التتويج في نهاية التجربة بعد حصده جائزة تشجيعية في البطولة التي شهدت مشاركة 14 فريقا وعشرات المتسابقين من مختلف الأعمار بسيارات السباقات الصغيرة وعربات الدفع الرباعي وأخرى خضعت لتعديلات.
وعقب الفوز بالجائزة تحدث منصور بحماس طفولي قائلا: أحببت السباق من خلال والدي هو قدوتي أشعر بالسعادة خلال قيادة سيارتي الصغيرة ولدي رغبة في المشاركة بكافة المسابقات المحلية والعالمية.
والطفل المعجزة في الراليات هو ابن طارق العريان أحد أبرز الأسماء في عالم السباقات الصحراوية اقتنص العديد من البطولات المحلية على مدار 12 عاما فضلا عن إنجازاته الدولية منها فوزه بالمركز الثاني ببطولة العالم عام 2012 والمركز الخامس بمنافسة أراجون الإسبانية ليصل حينها إلى المركز الثامن في الترتيب العالمي.
ويقول العريان في تصريحاته : سعيد بخطوات ابني في الراليات تلك هي المرة الثانية التي يخوض فيها التجربة الشيقة كانت الأولى في بطولة الجونة خلال ديسمبر الماضي بعد يومين من إتمامه لعامه الخامس.
واعتاد بطل سباقات الرالي المصري على اصطحاب أفراد أسرته إلى البطولات المتنوعة التي يشارك فيها على مدار العام وهو ما ساهم في توارث ابنه لمحبة سيارات السباق، كما يوضح العريان منوها أنه أدرك مبكرا اهتمامه بهذا العالم ورغبته في المشاركة خلال المناسبات الرسمية.
لم يكن مسموحا للأطفال بالانضمام إلى مضمار السباق في الراليات المحلية لكن في العام الماضي، سمح المنظمين لبطولات الجمهورية بدخول فئة جديدة للناشئين تضم متسابقين تتراوح أعمارهم بين الـ5 سنوات والـ 16 عاما وفقا للعريان الذي بدء على الفور في تدريب ابنه جيدا حتى يتمكن من الانضمام إلى الأمر.
يذكر العريان : قمت بشراء سيارة سباق صُنعت خصيصا لصغار السن جئنا بها من الولايات المتحدة وانطلقنا إلى مناطق صحراوية لتعليم منصور فنون القيادة وكيفية التعامل مع كافة عناصر رياضة الرالي.
ويسترسل بينما ينظر بفخر إلى ابنه الموجود على منصة التتويج: “تعلق قلبه بالراليات أكثر، ظهر ذلك في حميته خلال التدريبات يتساءل كثيرا عن المهارات التي يجب اكتسابها أولًا وكيفية تحقيق أفضل مستوى أثناء وجوده في السباقات.وعن مخاوف البعض من مشاركة الأطفال في سباقات تتسم بالتعامل مع هضاب وحفر واحتمالية حدوث انقلاب للسيارات يؤكد العريان أن هناك التزاما بالقواعد الصارمة الخاصة بعوامل السلامة والأمان لجميع المشاركين وتتماشى جميعها مع اشتراطات الاتحاد الدولي للسيارات FIA.
ويردف والد أصغر سائق للراليات : يرتدي ابني حزام أمان بـ 6 نقاط وقناع وجه مُحكم وملابس تحميه في حالة الصدام وكرسي ثابت بقوة لا يتحرك، ومن حوله قفص حديدي للوقاية عند انقلاب السيارة وعليهم أختام الاتحاد الدولي.
ويتابع العريان الذي يجلس إلى جوار ابنه خلال السباق: كل شيء يتم بدقة وحساب كما أتواجد معه داخل السيارة أقوم بدور مساعد القائد (الملاح) أوجه له النصائح اللازمة للانتهاء من التجربة بصورة جيدة وبدون وقوع أزمات.
داخل مضمار السباق كان يوسف صبري من لجنة التحكيم ببطولة الجمهورية للراليات يراقب حركة كافة السيارات والسائقين لوضع التقييم المناسب لأدائهم وهو ما ساعده على التعرف عن قُرب على موهبة منصور يقول عنه : أعمل منذ 10 سنوات في تلك المهنة لم أشاهد من قبل طفل يقود سيارته بتلك البراعة.
ويضيف الرجل الخمسيني: فوجئنا بسنه الصغير وقدراته الجيدة يتحرك بثقة في المضمار ولديه ثبات انفعالي يساعده على التصرف بطريقة جيدة مع الموانع شاهدنا جميعا عبوره لإحدى الهضاب العالية باحترافية ودون تعجل.
ويؤكد صبري أن جلوس الأب بجواره خطوة ضرورية موضحا أنه لا يقود السيارة لكنه يدعم الابن بحكم خبراته الواسعة في هذا المجال ويمنحه الثقة في استكمال السباق والتعامل مع الضغوط التي يقابلها خلال الراليات.
ويُشير صاحب الباع الطويل في التحكيم بالراليات إلى أن بطولة الجمهورية شهدت أيضا ظهور طفل آخر عمره 11 عاما معتبرا تلك الخطوة مؤشرا جيدا عن شعبية الرياضة في الآونة الأخيرة واهتمام شرائح مختلفة بها وعلى اهتمام الأسر المصرية بتعلم أبنائهم لتلك الرياضة الممتعة.
يلتقط العريان خيط الحديث مرة ثانية ليوجه الشكر إلى الجمهور الذي حضر فعاليات البطولة وحرص على تشجيع البطل الصغير مؤكدًا أن هتافاتهم من أجل ابنه أكبر دافع له من أجل تحقيق إنجازات في سباق الراليات بمصر والعالم.
ويكشف الأب أن ابنته التي تبلغ من العمر عامين تريد الانضمام إلى أفراد العائلة في السباقات الصحراوية لكنه ينتظر بلوغها سنا مناسبة من أجل المشاركة موضحا أن الرالي رياضة تستحق مزيد من الاهتمام في مصر حتى تظل دائما في المقدمة.