الكاتب والمؤرخ فاروق متولى يكتب عن …………
( سبوع المولود ) ” يارب ياربنا تكبر وتبقي ادنا “
— يرجع الأصل التاريخي للاحتفال بسبوع المولود الي قدماء المصريين اعتقادا منهم بأن حاسة السمع تبدأ تكتمل عند المولود في اليوم السابع من مولده وقد سجلوا هذه الطقوس علي جداريات معابدهم…ويرحج بعض علماء بحوث الدراسات الفرعونية الي ماتلاحظ انذاك من زيادة كبيره في الوفيات بين المواليد خلال الأيام الأولي قبل بلوغهم اليوم السابع كما يقول الباحث الأثري أحمد عامر وعندما يمر عليه هذا اليوم بسلام تطمئن القلوب لاجتيازه هذه المرحله بأقامة احتفال ووضعه في غربال يتم هزه ورجرجته يمينا ويسارا اعتقادا منهم بأنه اذا كان قد نجا من الموت في أيامه الاولي فلن تتركه الدنيا المقبل عليها في شأنه وحاله عند الكبر بمواقف قد تهز كيانه وتنبههه بأن الدنيا كما ثقوب الغربال يتساقط منها الطالح ويبقي عليها الصالح كما كانوا يعلقون في اذنيه حلقه دهب تسمي حلقة الالهه ” ايزيس ” ام الاله “حورس” ويصرخون في اذنيه بضرورة حرصه علي طاعة الاله الفرعوني ليكون ذلك أول ماتسمعه اذنيه .
— وعقب دخول الاسلام مصر توارثت الأجيال المتعاقبه جيل وراء جيل هذه التقاليد والعادات المصرية بعدما تغير الصراخ في أذني الوليد من طاعة الاله الفرعوني الي طاعة الله الواحد الخالق فتردد المتواجدات هتافهن المعهود ( برجالاتك برجالاتك حلقه دهب في وداناتك ) بينما لم تختلف العادات والتقاليد كثيرا عن سبوع المولود من محافظه لاخري…فنجد علي سبيل المثال في بلدنا المحبوب السويس عبر التاريخ ان اسرة الطفل تعمل بجد ونشاط نحو تجهيز صينيه فضيه كبيره عليها طبق به سبع حبوب من القمح والعدس والحلبه والارز والفول والحمص والذره وقطعه من الخبز وسبع شمعات مع وضع ابريق فخار ملون يشترط ان يكون له ” بزبوز ” يدل على أن المولود ذكر او قله قناوي اذا كانت المولود انثي كرمز للخصوبه واستمرارية الحياه.
— وبينما كانت بعض الأسر المتيسره تجهز (الكسكسي) المرشوش بالسكر او ال( عقيقه ) المغروسه بهبر اللحم الضاني ليتم توزيعها علي الفقراء والمحتاجين حول مقام سيدي الغريب او سيدي الأربعين ..وقبل بداية مراسم الإحتفال ترتدي ام المولود عبايه بيضاء مهفهفه تسمح لدخان البخور النفاذ منها وتلف رضيعها بملابس بيضاء مزركش أطرافها بخيوط زرقاء اذا كان ذكر وبخيوط بمبي مسخسخ اذا كانت انثي بينما تتولي كبيرة مقام الحفل اشعال البخور الهندي المعتبر والذي يعبق رائحته المكان وتخطي الام فوق ابنها القابع في الغربال ٧ مرات رافعه ديل فستانها وهي رايحه وجايه بينما الست الكباره تقول بصوت عال (الأوله بسم الله والثانيه باسم الله والثالثه بإسم الله رقيتك برقوة محمد بن عبد الله ) وتدق الهون النحاس الأصفر بقوه وعزيمه بجوار ودن المسكين وهي تنصحه( اسمع كلام امك وماتسمعش كلام أبوك ) وهي بالتأكيد نصيحه تحريضيه يعاقب عليها القانون وتردد خلفها الموجودات النصيحه وزياده( وكمان اسمع كلام خالتك وعمتك وبلاش تسمع كلام فلان وفلانه ) فيما عدا النسوه خلال فترة ال Period .وهي دعوه صريحه اخري لقطع صلة الأرحام والتواصل الإجتماعي مع سبق الإصرار والترصد.
— وبعد الانتهاء من حكاية غربلة الغربال ودحرجته يكون ذلك بمثابة صك للمولود بأن ينمو وتقوي برجالاته والمقصود بها رجليه الاثنتين ويمشي ويكبر وهم ينشدون( الصلاه عليه الصلاه عليه…يارب ياربنا تكبر وتبقي ادنا ) وتحمل الام وليدها ومن خلفها احدي السيدات ترش الملح من كل عين جارحه وزرقا ثم يبداء الجميع بالقاء النقطه في حجر الام ماهو كله علي النوته ثم يتم توزيع أكياس السبوع المملوءه بالحمص والسوداني والبونبوني واهم حاجه شرب (المغات ) ملك السبوع المتوج والمحوج بالمكسرات والسمن البلدي السواكني الموصي عليه عند عم أمين جليدان ملك العطاره ثم يودع المعازيم مراسم الحفل بعدما يكون المولود وأمه راحوا في سابع نومه بعد دوشة السبوع وسنينه.