اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب إيضاح المواقف العربية من جانب جامعة الدول العربية ووزارات الخارجية العربية. حيث أن رؤية بايدن ضبابية. إن نجاح بايدن يؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية. حيث أصدر بأسلوب حاد تصريحات تجاه منطقة الشرق الأوسط. ذلك نتيجة غياب حزبه عن المواقف العالمية خلال فترة تولى ترامب. ولابد أن تعى السياسة الأمريكية الجديدة القيمة العربية ومحوريتها على الساحة الدولية. ولابد من الحوار من خلال القنوات الدبلوماسية العربية من إدارة بايدن. ولابد من إحاطتهم أن التحرك العربى من خلال مواقف أممية دولية شرعية. إدارة بايدن تكشف عن توجه لتغيير فى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط. كشفت إدارة الرئيس الأميركى جو بايدن عن التغيرات التى ستطرأ على سياستها في الشرق الأوسط. ويتعلق الأمر بتغيرات جذرية تمس بالأساس الإتفاق النووى الإيرانى ومراجعة الدعم العسكري لدول الخليج. أعلنت الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن عن تغيير شامل للسياسة الأميركية فى الشرق الأوسط، يتضمن مراجعة للدعم العسكرى لدول الخليج وإستئناف الحوار مع إيران، مشيرة الى أن ذلك سيستغرق بعض الوقت. ويبدو مستقبل الإتفاق النووي الإيرانى الذي سحب دونالد ترامب منه واشنطن سيكون واحدة من أكثر الأولويات إلحاحاً على الساحة الدولية. لكن وزير الخارجية الأميركية أنتونى بلينكن وبعد يوم على توليه منصبه خفف من الإندفاع. وقال فى أول مؤتمر صحفى له الأربعاء (27 يناير/ كانون الثاني 2021) إن الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجدداً بكل التزاماتها بإتفاق 2015 فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه. وأضاف أن إيران توقفت عن الوفاء بالتزاماتها على جبهات عدة. سيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اتخذت هذا القرار للعودة الى المسار الصحيح وسيستغرق الأمر وقتاً حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفى بالتزاماتها. ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله. لكن يبدو أن المفاوضات ستكون شاقة على الأرجح لأن إيران تطلب العكس وتريد أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أى شئ آخر. ولم يوضح أنتونى بلينكن الطريقة التى ينوى فيها حل هذه المشكلة. وقد التقى الأربعاء نظراءه الفرنسى والبريطانى والألمانى المتمسكين جداً بالإتفاق الإيرانى. وعلى صعيد آخر أطلقت وزارة الخارجية أيضاً مراجعة للقرارات الأخيرة المثيرة للجدل التى إتخذتها الحكومة السابقة. وكانت أول نتيجة تعليق واشنطن مبيعات الأسلحة الجارية حتى إعادة التدقيق فيها للتأكد من أنها تحقق أهدافها الإستراتيجية حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء. وبين هذه الصفقات التى جمدت ذخيرة دقيقة للسعودية وخصوصاً مقاتلات من طراز اف-35 للإمارات العربية المتحدة. وتقود الرياض بدعم من أبوظبي تحالفاً عسكريا مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فى الصراع بين الأخيرة وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وكان بلينكن قد تعهد الأسبوع الماضي بإنهاء الدعم الأميركى لهذا التحالف. في الوقت نفسه أكد على مراجعة عاجلة جداً لقرار إدراج الحوثيين على اللآئحة الأميركية للمنظمات الإرهابية الذى واجه إنتقادات من جميع الجهات لأنه يهدد بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الى مناطق واسعة يسيطر عليها المتمردون. وتعكس هذه القرارات تغييراً كبيراً فى توازنات التحالفات الأميركية إذ إن السعودية كانت الركيزة الأساسية لسياسة دونالد ترامب المناهضة لإيران. ويشكل تعليق بيع الإمارات طائرات اف-35 تطوراً رمزياً لأنه تقرر فى الخريف بعد سنوات من الرفض مقابل الإعتراف بإسرائيل. ورحب بلينكن بهذا التطبيع التاريخى للعلاقات مع الدولة العبرية الذى إنتزعه دونالد ترامب من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان لكنه أشار الى أنه بدأ بالفعل النظر فى الإلتزامات التى قطعتها واشنطن لإنتزاع هذه الإتفاقات من أجل التوصل الى فهم شامل لها. ولم يرد الوزير الأميركى على سؤالين عن التراجع عن القرار المتعلق ببيع طائرات اف-35 أو عن الإعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.