قبل ساعات من مباراتها الأولى في الدور التمهيدي لبطولة أستراليا المفتوحة للتنس، تبذل اللاعبة المصرية ميار شريف أقصى طاقتها في التدريبات من أجل اقتناص الفوز بينما تضع نصب أعينها أحلام عديدة ترغب في تحقيقها العام الحالي بعد دخولها التاريخ السنة الماضية بإنجازات غير مسبوقة في عالم التنس النسائي بمصر.
وفي 2020 دخلت ميار التاريخ المصري حين أصبحت أول لاعبة مصرية عبر التاريخ تشارك بالدور الأول في بطولة كبرى بعد مشاركتها بالدور الأول في بطولة رولان غاروس الفرنسية.
وتواجه ميار المصنفة 128 عالميا اللاعبة اليابانية أكيكو أوماي المصنفة 258 عالميا صباح غدا الاثنين في مدينة دبي بدولة الإمارات التي تستضيف تصفيات السيدات لبطولة استراليا المفتوحة خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري.
ومباراة يوم الاثنين هي الأولى عالميا للنجمة البالغة من العمر 24 عاما، بعد حصولها الشهر الماضي على لقب أنجح لاعبة بعام 2020 من الاتحاد الدولي للتنس ممن استفدن بمنحة غراند سلام نظرا لتقدمها السريع داخل التصنيف العالمي.وتتحدث ميار الملقبة بـ فتاة مصر الذهبية قائلة: أشعر بالفخر تجاه اختياري من الاتحاد الدولي لهذا اللقب أراه تكريم لي ولبلدي مصر برنامج منحة الغراند سلام له طبيعة خاصة لأنهم قاموا بدعمي رفقة أفضل اللاعبين الواعدين في اللعبة.
وعن استعداداتها لخوض غمار المنافسة في البطولات الكبرى تذكر: يجب على لاعب التنس تقديم ما لديه من جهد داخل وخارج الملعب بدون النظر إلى النتيجة حتى لا يضع ضغط نفسي على كاهله وتنفيذ كافة الخطوات بطريقة سليمة سيؤدي في النهاية إلى الفوز. ولدى اللاعبة المصرية تطلعات جامحة في رياضة التنس تكشف عنها : طموحي لا ينتهي أريد الانضمام إلى قائمة أفضل 100 لاعبة حول العالم في التنس وهو هدف قصير المدى اتخذه كبداية لأهداف أخرى أكثر وأكبر.
وأصبحت ميار شريف في سبتمبر الماضي أول لاعبة مصرية تصل إلى الدور الأول في بطولة رولان غاروس إحدى البطولات الأربع الكبرى بالتنس بعد فوزها بمجموعتين في نهائي الدور التمهيدي خلال مواجهتها مع الإيطالية جوليا مونتيكوني المصنفة 156 عالمي. وبعد شهرين من صناعة التاريخ لنفسها حصدت بطولة تشارلستون الأمريكية للتنس بعد فوزها على اللاعبة البولندية كاترزينا كاوا لتتحول الفتاة العشرينية إلى أيقونة لدى اللاعبات والفتيات المصريات كما حازت على جائزة أفضل إنجاز رياضي لعام 2020 من قِبل اللجنة الأولمبية المصرية.
وأشاد وزير الرياضة المصرية الدكتور أشرف صبحي، بما تقدمه اللاعبة المتألقة من عروض متميزة في مختلف المشاركات الدولية مؤكدا أن رياضة التنس بمصر لم تعد تكتفي بالعروض المشرفة فقط بفضل اللاعبين المصريين الواعدين مثل ميار شريف.وتعتبر ميار أن متابعة اللاعبين واللاعبات لخطواتها ومسيرتها والنظر إلى نجاحها كحافز لهم هي مسؤولية ليست هينة كما تؤكد متمنية الحفاظ على مستواها وإدخال السعادة باستمرار إلى قلوب جمهورها من كافة الأعمار.
وتوضح اللاعبة المصرية في التنس أن التفات العائلة حولها ومساندتها أحد أسباب تفوقها في كرة المضرب وتقول عن ذلك: الأسرة هي نقطة البداية ومصدر دعم أساسي في مشواري لقد قاموا بالتضحية من أجلي كثيرا حتى أصل إلى المكانة التي حصلت عليها.
واختارت العائلة الوقوف بجوار الابنة الواعدة منذ سنوات طويلة وفقا لأمال ثابت والدة ميار شريف، حيث أدركوا مبكرا بأنها ستصبح ذات شأن كبير في رياضة التنس إذ لمع اسمها مبكرا واعتادت على الفوز بجميع البطولات التي تشارك فيها.
وتردف الأم: حاولنا إمدادها بكافة سبل المساعدة سواء بتوفير أفضل المدربين في مصر للاعتناء بموهبتها، أو سفرها إلى الخارج للحصول على خبرات مختلفة نحن نعلم شغفها باللعبة ونقف خلفها دائما وندفعها إلى مزيد من التقدم والتفوق.
وتسترسل والدة ميار : أعرف جيدا ضخامة المجهود الذي تبذله للحفاظ على مستواها وتطويره أدواتها وأدعو لها بتحقيق أمنيتها في الوصول إلى قائمة أفضل 100 لاعبة ثم التواجد بين الـ 50 الكبار والاستمرار على هذا النهج.
وتنقلت فتاة مصر الذهبية بين أميركا وإسبانيا للدراسة وإثقال خبراتها في رياضة التنس وهو ما ساعدها على الاقتراب من المدارس الحقيقة في كرة المضرب وتعلم كيفية الاعتماد على النفس واتخاذ القرارات المناسبة وتحديد وبناء منظومة احترافية لمسيرتها وفقا لحديثها.
وترجع النجمة المصرية الفضل إلى مدربها الإسباني خوستو جونزاليز في تطور أدائها داخل ملاعب التنس منوهة إلى أنها تدين له بالكثير لأنه شكّل جزء كبير من شخصيتها داخل وخارج الملعب بعد التدرب تحت إدارته منذ عام ونصف.
وتختم ميار حديثها قائلة: أشكر الظروف على إتاحة الفرصة لي في الحصول على فريق متكامل سواء مدربي أو مدير أعمالي إذ أثمر التعاون بيننا عن نقلة نوعية في طريقي.
وتنتظر النجمة المصرية إقامة أولمبياد طوكيو في صيف العام الجاري، لتقديم أول مشاركة للاعب أو لاعبة تنس مصري في الحدث الرياضي الأبرز، بعد حجزها لبطولة التأهل عقب فوزها بدورة الألعاب الإفريقية التي أُقيمت بالمغرب.