متابعة / محمد مختار 20 ديسمبر 2020 – بدأ القلق يساورها، ولم يكحل النعاس جفنيها، بعدما رجت الصدمة كيانها، تضع يدها على فمها تكتم صرخة أحست أنها ستنطلق، عندما سمعت زوجها الذي اعتاد أن يجلس داخل غرفته لساعات طويلة، وهو يتحدث مع إحدى النساء من خلال هاتفه المحمول قائلا: “الحجاب هيكون جاهز في ميعاده”. انهارت فوق أقرب مقعد، تساورها الهواجس، والوساوس، يسيطر عليها الاضطراب الشديد، وبداخلها فزع كبير، وبقيت مذعورة، تتلمس الخلاص من هذا المأزق، وما إن خرج عليها الزوج، وبصوت متهدج تسأله: “هو أنت مش بتشتغل موظف، وإيه حكاية الحجاب دي”، فما كان منه إلا أن أجابها قائلا: “أنا بشتغل في الدجل، والأحجاب السفلية، وبعمل خير، أرجع المطلقة، وأجاب الحبيب لحبيبته، ازدادت دقات قلبها تعاظما وارتفاعا حتى كاد أن يخرج من بين ضلعيها، ورأسها مثقلة بالتساؤلات بعدما أخفى عنها حقيقة عمله”. لم تذق طعم النوم، وازدادت علتها سوءًا، عندما يتردد على سمعها أصوات غريبة من داخل غرفته، ويقضي معظم أوقاته خارج المنزل، غير مكالمات النساء اللائي لهن مشاكل مع أزواجهن في وقت متأخر من الليل، باءت كل محاولاتها معه بالفشل والابتعاد عن تلك التصرفات غير الأخلاقية، وقررت أن تعرف حقيقة عمله هذه، وقامت بالاتصال بإحدى صديقاتها تطلب منها مساعدتها، لكشف زوجها الدجال، والتي أخبرته بأنها مطلقة، وتريد حجابا لعودة زوجها إليها، واتفقت معه على الحضور بمنزلها، بينما اختبأت الزوجة بإحدى الغرف، حيث فوجئت به يطلب من صديقتها ممارسة الرذيلة بناء على تعليمات الأسياد، وسوف يعد لها الحجاب المطلوب، مادت الأرض بالزوجة، وكادت أن يغشى عليها من هول المفاجأة، ومع مرور الأيام اكتشفت بأنه تزوج عرفيا من ٦ نساء مطلقات، وما إن واجهته بمعرفتها بحقيقة أمره، وعلاقاته المشبوهة، وزواجه العرفي منهن، وببرود شديد يخبرها بأن يتزوج منهن بأمر الأسياد. وبدموع منهمرة، وبصوت يشوبه ألم وغصة، وقفت الزوجة أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة ببنها، تطلب الطلاق، من زوجها الدجال، والذي أخفى عنها حقيقة عمله قبل زواجهما، وزواجه من المطلقات بأمر الأسياد.