لا يتصور وجود مجتمع إنساني بدون وجود منظومة من القيم واحترام خصوصية الأفراد التي تحكم وتوجه وتضبط وتقيّم التصورات والتصرفات العامة والخاصة بالمجتمع . فتلك المنظومة من القيم وإحترام الخصوصية الشخصية هي التي تميز المجتمع البشري عن غيره . ولكن تكرار مانشهده اليوم من تجاوزت فاضحة للخصوصية الشخصية والتعدي الصريح والفج علي خصوصية الأفراد ومنظومة القيم والمبادئ العليا الحاكمة لهذا المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي ، مرتبط إرتباط وثيق بما أري انه تأكل عام لمفهوم الخصوصية الشخصية ومنظومة القيم الحاكمة ،كما قد نجد أنفسنا عن غير قصد وأحيانا رغما عنا شركاء في زيادة التأكل العام الذي يحدث علي تلك المواقع الإلكترونية بمجرد نقرة واحدة ومشاركة مثل تلك التشوهات وأيضا فأن ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي العملاق والسريع الذي حدث في السنوات الأخيرة في العالم أجمع فنحن في حاجة ماسة الي فهم طبيعة المتغيرات الحاصلة في بنية المجتمع المصري الناتجة عن ذلك التطور ، وإني أعتقد بأن الكثير من تجاوزات حدود الحرية الشخصية كانت بسبب قلة الوعي والجهل وعدم إستيعاب التغيير والتطوير والإستخدام الخاطي لمثل تلك المواقع . فأننا أصبحنا نرى وبشكل شبه يومي أمثلة على هذه التجاوزات التي تعرض أصحابها للمساءلة القانونية والحساب بعلم او بدونه. وحتى نقلل من هذه الأحداث التي تعكس صورة لا تمثل مجتمعنا المصري العريق نحتاج إلى برامج توعوية تبدأ من المراحل الدراسية وبالأخص الجامعية، وذلك من خلال أنشطة تفاعلية لا منهجية تناقش طرق التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والإستخدام الامثل لكل منها ،بجانب انشاء هيئة رقابية مطلعة علي عالمنا الذي اصبح شديد التواصل من خلال الإنترنت تكون بمثابة الرادع لمواجهة أي تجاوزات وإستحداث القوانين التي من شأنها تحقيق الردع العام والخاص للمجتمع ككل اننا امام مسئولية تاريخية في عمر هذه الأمة لحماية الأجيال القادمة وضبط سلوكياتهم والعمل علي نضج حوارهم وقدرتهم علي تقبل الآخر واحترامه . ففي النهاية كلنا مواطنون ولنا نفس الحقوق بالحياة وحرية السعي وراء السعادة شأن كل فرد منا في إطار منظم يحمي حقوق الاخرين ولكن يحكمنا دائما قدرتنا علي أن نكون متفهمين ومتسامحين تجاه بعضنا البعض وأن نتذكر دائما أن اختلافنا نعمة ومصدر قوة اذا ماتم إستثمار إختلافنا للوصول الي حلولا معقولة لمشاكل عصرنا.