أصبحت الكرة المصرية فى الآونة الأخيرة لا تعترف بالموهبين، بل تحولت إلى سبوبة يسعى الجميع من خلالها لجني الأموال، والتلاعب بمشاعر الناس والضحك عليهم تحت مسميات وشعارات فارغة « شوف صلاح والنني فين ، شوف اللعيبة بتخد كام »
مما أصاب الأهالي بهوس، وأصبح الجميع فى حالة يرثى لها، وتم القضاء على أولاد الغلابة والفقراء، الذين هم منبع المهارة والموهبة، وأصبحت كرة القدم فى مصر بلا هوية ،
الغريب أن الأمر أصبح علانية وعلى مرمي ومسمع من الجميع دون تدخل أي طرف من أطراف اللعبة ، تجد هناك من يدّعي انه يعمل فى شركة لتسويق اللاعبين أو لدية أكاديمية ما، ويطلب من والد اللاعب مبالغ باهظة من أجل مشاركة إبنه وانضمامه ضمن صفوف الأندية الكبرى .. فكيف يشارك أبن الفقير فى هذه المسرحية السخيفة التي أثرت بالسلب على مستوى الكرة المصرية بشكل عام، والمنتخب الوطني بشكل خاص .
وهناك فئة أخرى من المدربين تتعامل بالحب والكره دون النظر إلى مستوى اللاعب هل هو جيد أم سيئ، وهناك أمثلة كثيرة داخل الأندية المصرية تتعامل بهذا المبدأ العقيم الذى تسبب فى إهدار فرص كبيرة أمام الكثير من اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة … العجيب أن الجميع يعلم هذا الكلام جيداً ولكن لم يستطع أحد إيجاد حل لهذه المهزلة .
والسبب الأول فى استمرار هذه المهزلة هو الإهتمام بالفريق الأول داخل الأندية، وإهمال قطاع البراعم والناشئين، على الرغم أن الأمور يجب أن تكون معكوسة فلا يجوز أن يُبنى عقار دون أساس صحيح .
ولمعالجة الأمر يجب أن يتم تعيين مدربين أذكياء، أصحاب كفاءة عالية ونظرة ثاقبة في اختيار البراعم وتأهيلهم بالشكل الجيد لتغذية الفريق الأول في المستقبل والاعتماد عليهم بشكل أساسي .
وأعتقد أن العمر المناسب لإكتشاف الموهبة يبدأ من 5لـ7 سنوات وتسمي «موهبة فطرية» ، ومن 7لـ9 سنوات تزيد المهارة تدريجياً حسب الإهتمام والتنمية ، ومن 9لـ12 سنة يتم التركيز على الناحية البدنية والرشاقة والمرونة والسرعة ، ومن 12لـ14 سنة يتعلم اللاعب كيفية تمركزه فى الملعب والأمور الخططية والتكتيكية ، ومن 14لـ16 سنة يتم التركيز جيداً على النواحي البدنية وتعليمه كل صغيرة وكبيرة تخص كرة القدم، ومن 16لـ18 يعامل اللاعب معاملة الفريق الأول ، وتعتبر الفترة ما بين 18لـ30 سنة هى الفترة المثالية فى حياة لاعب كرة القدم فيجب عليه أن يستغلها الإستغلال الأمثل في كل الأمور ، لأنه بعد الثلاثين يتراجع مستوى اللاعب تدريجياً .