سبحان الله منذ اكثر من ثلاثين عاما و تركيا تحاول بكل الطرق و الوسائل الانضمام الي الاتحاد الأوروبي و كان يؤيدها في جهودها حليفها التقليدي المانيا و لقد كانت هناك معارضه من باقي دول الاتحاد و علي رأسهم فرنسا علي أساس أن تركيا ستكون أكبر دوله إسلاميه في الاتحاد علاوة علي أن العمالة التركية الكثيفة رخيصة التكلفة و هذا بالطبع سوف يؤثر علي سوق العمل داخل دول الاتحاد علاوة علي تصرفات الحكومة التركية نحو مساله حقوق الانسان التي كانت أهم الأسباب لرفض الاتحاد الأوروبي خصوصا بعد الانقلاب العسكري التركي الأخير في يوليو 2016 حين قام “اوردوغان” بالبطش بالمواطنين الاتراك تحت ستر هذا الانقلاب حين قام بفصل 2700 من العاملين في السلك القضائي و عدد 21 الف معلم و توقيف عدد من عمداء الكليات علاوة علي طرد و سجن الالاف من رجال القوات المسلحة التركية و اعتبر الاتحاد الأوروبي أن كل هذه الإجراءات هي معاديه لحقوق الانسان لذلك اصدر الاتحاد قراره النهائي برفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي و رغم ما قدمته تركيا من تنازلات من قبل مثل الغاء عقوبة الإعدام لتتماشي مع قوانين الاتحاد الأوروبي و كان من نتيجه ذلك نجاه “عبد الله اوجلان” زعيم حزب العمال “الكردستاني” BBK من تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه و مازال مسجوناً حتي الأن في السجون التركية و في هذه الأيام ومع ظهور البترول و الغاز في شرق المتوسط ووجدت تركيا أن جميع الدراسات الجيولوجية اكدت عدم وجود الغاز و البترول في المياه الإقليمية أو الاقتصادية التركية من هنا اتجهت تركيا نحو عمليات التنقيب أمام سوحل قبرص و اليونان كذلك قامت بالتوقيع مع معاهده ترسيم الحدود البحرية مع حكومة “فايز السراج” في طرابلس في ليبيا و رغم عدم قانونيه هذا الاتفاق لأن البرلمان الليبي لم يصدق علي هذه الاتفاقية إلا أن الضربة القاضية جاءت من اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر و اليونان ليقضي علي أمل تركيا في التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ومن هنا جاء أصرار تركيا علي استمرار التنقيب أمام سواحل قبرص و اليونان و يرجع الخلاف في هذه المنطقة لأكثر من 100 عام بعد الحرب العالمية الاولي و هزيمه الدولة العثمانية “تركيا حالياً” و من خلال معاهده “لوزان” تم ترسيم حدود تركيا و التي فقدت من خلال هذه المعادة السيادة علي العديد من الجزر التركية الواقعة في بحر “إيجة” حيث تم ضم هذه الجزر لصالح اليونان و من يومها يتنازع الطرفان علي الحدود البحرية في هذه المنطقة لذلك مع تطور الاحداث أعلنت اليونان عن مناوره بحريه في المنطقة في بحر “إيجة” بالاشتراك مع فرنسا و إيطاليا و قبرص بعدها أعلنت تركيا عن تدريبات و مناورات بحريه في المنطقة نفسها و في يوم الجمعة الماضي و بعد اجتماع لوزراء خارجيه دول الاتحاد الأوروبي أعلن “جوزيب بوريل” مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد أن الاتحاد يرغب في إتاحة فرصه للحوار بين تركيا و اليونان و قبرص لأنهاء هذه الازمه و حذر ” “بوريل” أنقره من التحرك بشكل أحادي في المنطقة و في هذه الاثناء قام وزير الخارجية الألماني “هايكوماسي” بزياره أثينا و أنقره و أعلن بعد هذه الزيارة أن المانيا لا تؤيد حل هذا النزاع عسكريا بعد لقاء مسؤولي البلدين بينما أكد “جوزيب بوريل” عن احتمال فرض عقوبات جديده علي تركيا في اجتماع وزراء خارجيه الاتحاد الأوروبي القادم و التي من المنتظر أن تشمل تدابير اقتصاديه واسعه النطاق مالم يتم خفض التوتر بين تركيا من جهه و قبرص و اليونان من الجهة الأخرى خاصه أن تركيا أعلنت أنها قررت مد أعمال المسح الزلزالي للسفينة “أوروتش رئيس” جنوب غرب قبرص و الحرف القاري اليوناني و في زياده لأعمال الاستفزاز أعلنت تركيا مد فتره المناورة البحرية في المنطقه و يعلق المراقبين أن تركيا تزيد من أعمال الاستفزاز رغم ما تعانيه حاليا من ظروف و أوضاع اقتصاديه صعبه للغاية فالانهيار الكبير الذي حدث لليره التركية و زياده معدل البطالة و التضخم كل ذلك سيكون عقبه لها أمام تحدي قرارات الاتحاد الأوروبي و علي هذا الأساس فإن الجميع ينتظر هل ستقبل تركيا تحدي الاتحاد الأوروبي الذي يقف بشده مع اليونان و قبرص أعضاء الاتحاد حيث أعلن الرئيس الفرنسي “ماكرون” أن استراتيجية تركيا في الفترة الماضية لم تكن استراتيجية دوله هي عضو في حلف الناتو و أضاف أن ما قامت به فرنسا أنها أتبعت سياسه الخط الأحمر بشأن السيادة في البحر المتوسط و لم يختلف النهج الألماني عن الفرنسي حيث دعت المستشارة “ميركل”” مجدداً لبدء الحوار بين الأطراف الثلاثة و أنه علي الاتحاد الأوروبي النظر الي حقوق اليونان و قبرص عموماً هذا ما ستؤكده الأيام القامه فالجميع لا يرغب في الاتجاه للتصعيد العسكري الذي سوف يؤثر علي جميع دول المنطقة و خاصه في منطقه البحر المتوسط و هل سيستمر العناد التركي أمام المجتمع الدولي هذا ما ستؤكده الاحداث في الأيام القادمة .