السادة أعضاء مجلس الشيوخ.. تحية طيبة وبعد، برغم إعتراض الملايين علي عودة مجلسكم الموقر، و برغم ندرة الأصوات التي زينت صناديق الاقتراع، و برغم ما شاب العملية الانتخابية من ابتكارات شيطانية للرشا الانتخابية، حطت من قدر بعضكم و أساءت إلي البعض الآخر .. و برغم أشياء كثيرة غير منطقية وغير ديموقراطية إلا أن وجودكم أصبح واقعا علي الارض لا يمكن تجاهله.
السادة الأعضاء.. مابين أقلية مؤيدة و أغلبية معارضة سينعقد مجلسكم الموقر بقوة تعديلات دستورية حدثت في ابريل ٢٠١٩. و بينما حظي الطرف المؤيد بالرقص علي أنغام العرس الانتخابي، وصف المعارضون أجواء المنافسة الإنتخابية بالأقرب إلى التعيين و الأكثر تماشيا مع سياسات الحكومة و التي أتت من قبل ببرلمان لا حول له و لا قوة.
السادة الأعضاء.. يجب أن تضعوا في الحسبان أن أحزابا و شخصيات وطنية و جماهير غفيرة قاطعت الانتخابات بحجة أن كل الترتيبات كانت معدة سلفا، وأن تجربة سابقة لهذا المجلس لم تضف جديدا إلى الحياة السياسية في مصر بسبب محدودية سلطاته في التشريع و إنعدامها في الرقابة.
وحتي لا يظل الإنقسام قائما بين المؤيد و المعارض بشأن أهمية مجلسكم الموقر للحياة النيابية وحتي تتحسن صوركم المؤرشفة في أذهان من يعترضوا بأنكم قناه تشريعية تمر منها قرارات الحكومة، عليكم بدعم السلام إلاجتماعي، والعمل على عودة المقومات الأساسية للمجتمع المصري(العدل – المساواة – الحرية) قبل أن تنهار، و بكل قوة لأنها السبيل الوحيد لتوسيد كل ما يدعم الحكم الديموقراطي الحقيقي.
عليكم أيضا أن تكونوا ضمير هذا الشعب حين تبدون المشورة لرئيس الجمهورية فيما يحال إليكم من معاهدات الصلح و التحالف، و حين يؤخذ رأيكم في مشروعات القوانين المكملة للدستور أو في أي موضوعات تتعلق بالسياسة العامة للدولة داخليا و خارجيا
السادة الأعضاء.. تعلمون أن المهمة شاقة و عسيرة، وأن الأمانة عظيمة و المسئولية جسيمة في ظل عالم مضطرب من أدناه الي أقصاه.. فإحفظوا ثقة الشعب وكونوا عند حسن ظنه بكم، و تجردوا لصالح الوطن و المواطن، و كونوا في مجلسكم الموقر نوابا عن مصر كلها، لا عند دائرتكم الانتخابية أو حزبكم، أو من إنتخبكم.
السادة الأعضاء.. إجعلوا للغرفة الثانية أهمية حتي تستقيم الغرفة الأولي.