متابعة /أيمن بحر دافع أحمد عبد الكريم عبد النبي نحات تمثال مصر تنهض الذي أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن عمله النحتي الذي انتشرت صوره، قائلا إنه تجربة شخصية لم تكتمل بعد من التشكيل الفني الذي أسعى لتحقيقه وللأسف جرى استغلاله للإساءة لكل ما هو جميل.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ الأحد موجة من الغضب العارم بعد نشر النحات أحمد عبدالكريم، صورا لتمثال اختار له اسم مصر تنهض لاسيما بعد أن ربط البعض بين اسمه وبين تمثال نهضة مصر للنحات العالمي محمود مُختار رائد فن النحت في الحركة التشكيلية المصرية.
ويظهر التمثال المصنوع من الرخام امرأة بزي ريفي في إشارة إلى مصر إلا أنها ممتلئة الجسم وبرأس ملتوية تنظر لأعلى وتقاسيم نحتت بشكل غير منضبط.
ورغم الهجوم الحاد الذي تعرض له التمثال أكد عبد الكريم في حديث خاص إصراره على استكمال التصميم خلال شهر من الآن دون أن يستبعد تغيير اسم العمل (مصر تنهض) بعد الانتهاء منه إذا وجدت أن صورة العمل النهائية لا تتناسب مع الاسم
ويعرف عبد الكريم نفسه بأنه يعمل مدير عام بإحدى الشركات وهو خريج كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة ويتم الاستعانة به للتدريس في عدد من كليات الفنون في مواد تتعلق بالنحت والخزف.ورأى أن بعض أصحاب المصالح الخاصة هاجموه بدافع الحقد عليه بعد أن حرصوا على لفت أنظار الجميع إلى أن تمثال (مصر تنهض) سوف يمثل مصر في المهرجانات الدولية مثل مهرجان بينالي فينيسيا العام الجاري وهو ما أحدث حالة من اللغط
ويوضح: التمثال حتى الآن تجربة شخصية لم تكتمل بعد ولن تمثل مصر في أي مهرجانات دولية وللأسف جرى ربط العمل من قبل البعض بالمهرجانات الدولية لإثارة حفيظة الكثير؛ ولتحقيق أغراض شخصية
ونوه عبد الكريم إلى أنه شارك في مهرجان بينالي فينيسيا العام الماضي بأعمال قال إنها لاقت إعجاب الحضور .
وبعيدا عن أصحاب المصالح الخاصة أكد عبد الكريم حرصه على قراءة أغلب تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: أنا أعتز بالنقد واستمع له جيدا لإصلاح العيوب التي وقعت بها.. ورغم سخرية التعليقات فأنا سأستفيد قدر الإمكان من الانتقادات لاستكمال عملي الفني
ووجه المثال المصري رسالة للمعترضين على التمثال الذي استغرق في إعداده نحو 15 يوما بحالته الحالية قائلا: لا يوجد عمل فني مكتمل وحين يقرر شخص ما أن يعمل بجدية في أمر ما فلابد أن يتم مساعدته والتكاتف معه.. فلا يوجد أسهل من الهدم، في حين أن البناء صعب
وينفى عبد الكريم أن يكون إعداد التمثال بتكليف من جهة ما قائلا: العمل تم تنفيذه لشخصي على سبيل التجريب وعلي مسئوليتي الشخصية دون تكليف من أي جهة رسمية
وما زاد من الهجوم عليه ربط البعض بين اسم (مصر تنهض) وبين تمثال (نهضة مصر) للنحات العالمي محمود مُختار، بعد أن تحدث البعض عن أن اختيار النحات هذا الاسم جاء استغلالا لشهرة تمثال مختار.
لكن عبد الكريم يشدد على أن العمل ليس له علاقة بـتصميم وفكرة (نهضة مصر) قائلا: فكرة تصميمي أن هناك سيدة تحاول الخروج من كتلة صخرية تقيد حركتها وهو أمر مشابه للفترة الحالية التي تشهدها البلاد.. والنهضة هنا المقصودة ليست اقتصادية أو سياسية لكن محاولة النهوض والخروج من القيد
ورغم ضراوة الهجوم على النحات المصري يؤكد إصراره على الانتهاء من تصميم التمثال خلال شهر من الآن قائلا: سأسعى لاستكمال التمثال؛ فلدي رؤية فنية جيدة للتصميم في صورته النهائية بعد استكمال الكتل المختلفة بالعمل مشيرا في هذا الصدد إلى أن من اعترض على التصميم يرى فيه مرحلة وصورة قاصرة ومجتزأة لم تستكمل بعد
غير أنه شدد في الوقت ذاته على أن التصميم النهائي قد لا يلقى قبوله وقد يخرج العمل بشكل لا يرضى طموحه وتاريخه على حد تعبيره.
كما لفت إلى أنه من الوارد تعديل اسم التمثال من (مصر تنهض) إلى اسم أخر في حال لم يجد في التصميم بعد الانتهاء منه ما يعبر عن الحالة والفكرة التي يسعى لايصالها.
وفي بيان أصدره النحات أحمد عبدالكريم، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قال إن العمل النحتي: لم تكلفه به أي جهة رسمية وزارة كانت أو كلية أو يخص الدولة بأي صلة بل استغله البعض للإساءة إلى كل جميل ولتحقيق أغراض شخصية والإساءة لها والتي لها كل الاحترام و حتي الاساءة لمصر و لصورتها وسابقة أعمالها الفنية العظيمة بحسب تعبيره.
ويقول: العمل تجربة فنية شخصية على هامش ورشة خاصة للنحت وليس بتكليف لوضعه في مكان عام أو ميدان وهو تجريب للنحت المباشر على الرخام ومن متطلباته الحذف من كتله تتطلب مجهود عضلى ولم ينته التشكيل الفني
وتعرض العمل الفني مصر تنهض لانتقادات لاذعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بينهم عدد من الفنانين التشكيليين.
ونشر الفنان التشكيلي مصطفى رحمة عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، مجموعة من صور تماثيل القدماء المصريين وصورة تمثال أحمد عبد الكريم عبد النبي وكتب أسفل الصور: تماثيل أجدادنا العظام عندما ينطق الجمال ويخترق جدار الصمت صرخات الأعجاب وعندما تنظر إلى الجماد فتراه يكلمك وبريق الذهب يسحرك تعلم أنك أمام تحفة مصرية ورائعة من روائع الفن المصري القديم الجديد
ويستطرد رحمة قائلا: تتألم لأنك ترى إرث أجدادك العظام قد آل إلى أحفاد لا يفهمون ولا يقدرون ولا يحافظون على أغلى وأعظم حضارة في الكون فكل شيء في آثارنا معرض للمسخ والإهمال مشيرا إلى أن التمثال المقصود قد صنعه مثّال مصري مثّل مصر بمهرجان فينسيا الدولي في إشارة إلى العمل النحتي لعبد الكريم.
وفي هجومه قال الكاتب والمفكر يوسف زيدان: في البداية ظننتُ هذا التمثال الرخامي المسمّى (مصر تنهض) هو مجرد مُزحة سخيفة ثقيلة الظل ثم اتضح ويا للعجب أن الفضيحة حقيقية وتابع: للّه الأمر من قبل ومن بعد
وأعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن التمثال جريمة في حق الفن المصرية ويسهم في تشويه صورة وتاريخ البلاد وتراثها الإنساني في مجال النحت.
كما حرصوا في الوقت ذاته على نشر صور لمنحوتات مصرية قديمة وحديثة تعبر عن دقة النحات المصري على مر التاريخ معربين عن استنكارهم وصول فن النحت المصري المعروف بدقته وروعته لهذا الحال.