تحويل مسار شهدته حياة الشّيف المصرية حنان فرج السّيّد مصطفى الفقي المعروفة باسم حنان الفقي؛ فمِن الدّراسة بكلّيّة الآداب، قسم اللغات الشّرقيّة إلى الإبحار في عالَم الطّهو والعمل في المطبخ.
استمرّت دراسة الشّيف حنان الفقي الجامعيّة لمدّة أربع سنوات، منذ عام 2008 وحتّى 2012، ورُغم ذلك لم تتنازل عن وظيفة أحلامها، شيف ‘طاهية’، والتي بدأتْ قصّة عشقها لها منذ كانت بالمرحلة الإعداديّة.
ورُغم سنوات عمرها القليلة التي لم تتجاوز ال 29 عامًا إلّا أنّها تمكّنت مِن إدارة مشروعها الخاص وحدها وبرأس مال زهيد قرضته مِن أمّها لتبدأ إعداد وتجهيز وطهو وتَوصيل أوّل وجبة طُلبتْ مِنها.
دخلتّ الفقي المطبخ من باب الإنترنت؛ فقد بدأتْ تُعلِّم نفسها بنفسها وتجرِّب وتفشل، مما أثار تعجُّبها مِن كونها تتبع نفس الخطوات المُوضَّحة بالفيديوهات المُتداوَلة لكنّها لا تصل لنتيجة مماثلة لما جاء بها، فاستنتجتْ أنَّ بعض القائمين على هذه الفيديوهات لا يبوحون بأسرار كلّ الوصفات ويحتفظون بها لأنفسهم، فكان عليها أن تكتشفها وحدها، وهذا تطلَّب حسًّا قويًّا في التّذوُّق، وهي كانتْ تمتلكه، فنجحتْ في التّوصُّل إلى أسرار هذا العالَم الغامض.
وبعد ذلك، بدأتْ الشّيف حنان الفقي تدعو الأهل والأقارب والأصدقاء إلى منزلها وكانتْ تعدّ الموائد وحدها، وما كان لكلمات المدح سوى أن تقفز من أفواه كلّ الحاضرين بمجرّد أن يقضموا القضمة الأولى، وبدأوا يطلبوا مِنها أن تطهو لهم أطباقهم المُفضَّلة كالمكرونة البشاميل والمحاشي والممبار والسمبوسك.
وكانتْ انطلاقتها القويّة، بعد أن اكتسبتْ الثّقة ممن دعموها وأحبّوا صنعها، ففكّرت في أن توسّع دائرة نشاطها لتشمل استقبال طلبات مِن ساكني محيطها السّكنيّ في حيّ المعادي، ثمّ توسّعت أكثر وذاع صيتها على مستوى الإنترنت وبدأت تنهال عليها الطّلبات.
وفيما يخص سؤالها عن الصّعوبات والتّحديّات التي تواجهها في ظلّ الظرف الحالي الذي يمرّ به العالم أجمع وهو تفشّي فيروس كورونا، فقالت الفقي: “في ظل هذه الظّروف المؤسفة بكلّ تأكيد هناك حالة عدم اطمئنان لما هو غير مطهو بالمنزل، إلّا أنّ عملي كلّه داخل منزلي، كما أنَّ الثّقة التي وُلدت بيني وبين عملائي كانت نتيجة ضميري في العمل وتجاربهم السّابقة الإيجابيّة في التّعامل معي وعلى رأسها مستوى النّظافة والتّعقيم، وهذا يُعتبر بمثابة عنصر قوي وسلاح فعّال بوَجه كورونا؛ فلم ينهِ الأساس القوي الذي تعبتُ من أجل إرساء قواعده وبنائه في عالم الطّهو”.
وحول سؤالها عن إعدادها لأطباق تراعي الحالة الصّحيّة للعميل، فقالت: “أسأل العميل عمّا إذا كان يعاني مِن أمراض القلب على سبيل المثال، حتّى أقوم بإعداد أطباقه المطلوبة بالاعتماد على زيت ذرة وأتحاشى التسبيك أي أن يكون الطهو نيء في نيء”.
الجدير بالذّكر أنّ الشّيف حنان الفقي قذ احتفلت بشهر مارس/ آذار الماضي بمرور سنة على نجاحها في هذه التّجربة، وتنصح كلّ مُحبِّي المطبخ بأن يتمسّكوا بوظيفة أحلامهم ويسعوا مِن أجل الوصول إليها.