متابعة /أيمن بحر خلال أقل من عام حوّلت تركيا العديد من دول المتوسط إلى أعداء لها وكاد الأمر أن يصل حد الصدام العسكري مع الجارة اليونان. ولم يعد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلفاء عمليا في الحوض الذي يجمع آسيا وأفريقيا وأوروبا.وأينما يولي أردوغان وجهه سيجد دولة لها مشكلة مع تركيا من سوريا وقبرص في شرق المتوسط إلى مصر وليبيا في جنوبه إلى اليونان وفرنسا وأثارت الاكتشافات التي تحدثت عن وجود كميات ضخمة من الغاز والنفط في المتوسط شهية أردوغان، فراح يبحث عنها دون أدنى اعتبار للدول الأخرى وسيادتها. قمة أوروبية تواجه أردوغان لكن الأمر لا يسير دون معارضة فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس لقمة تعقد في فرنسا وتجمع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على المتوسط يورو ميد 7 نهاية شهر أغسطس المقبل لمناقشة التطورات الأخيرة في البحر المتوسط.والدول السبع في التجمع هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان ومالطا وقبرص.وحديث الرئيس الفرنسي لدى استقباله لنظيرة القبرصي نيكوس أناستاسيادس وقال ماكرون للصحفيين: إن الاتحاد الأوروبي سيرتكب خطأ جسيما إذا ترك أمنه في المتوسط في يد أطراف أخرى في إشارة مباشرة إلى تركيا التي توترت علاقتها مع باريس بصورة غير مسبوقة بسسبب تدخلات أنقرة في ليبيا وأضاف ماكرون أنه يريد فرض المزيد من العقوبات على منتهكي المجال البحري اليوناني والقبرصي ويشي حديث ماكرون ودعوته إلى عقد القمة الأوروبية المتوسطية إلى بلوغ القلق الأوروبي من أنشطة تركيا مدى غير مسبوق.وكانت تقارير ألمانية تحدثت عن أن المستشارة أنغيلا ميركل منعت صداما عسكريا بين أنقرة وأثينا قبل يومين، بعد إعلان تركيا نيتها التنقيب قرب سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية ويثير سلوك تركيا المتزايد في شرق المتوسط التوترات في المنطقة وأدى إلى تدهور العلاقات كثيرا مع الجارة اليونان. قبرص وليبيا في الأطماع التركية وقبل اليونان بدأت تركيا في عملية التنقيب عن الغاز والبترول قرب جزيرة قبرص في عام 2019، وأدى ذلك إلى فرض عقوبات أوروبية على تركيا بعد أن رأت أن ذلك ينتهك حقوق قبرص المائية والاقتصاية وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتفقوا في 13 يوليو الجاري على إعداد قوائم إضافية في إطار العقوبات الحالية المفروضة على أعمال الحفر التي تقوم بها تركيا في شرق المتوسط.وفي 2019 وقع أردوغان اتفاقا مع حكومة فايز السراج لترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وأثينا وقد واجه الاتفاق معارضة ليبية وعربية وأوروبية شديدة.واتضح أن أردوغان كان يريد من وراء الاتفاق ابتلاع جزر في يونانية في البحر المتوسط. ويقول الخبير في الشؤون التركية محمد عبد القادر في حديث إن أطماع تركيا في ثروات المتوسط جعلت أردوغان يبدو كقرصان يستخدم قوته العسكرية وعدم اعترافه بسلطة القانون وقانون البحار ليسطو علي ثروات الدول المجاورة مستغلا الأوضاع المحلية في العديد من الدول العربية ونمط التفاعلات الإقليمية وأنماط الصراعات الدولية وتابع عبد القادر من قبرص إلى اليونان وليبيا تجوب سفن أردوغان المتوسط لنشر التوتر والبحث عن الثروات وتأجيج الصراعات رغبة في فرض الأمر الواقع والقبول به في المشاركة في ثروات الغير واعتبر الخبير في الشؤون التركية أن الحالة الليبية واضحة حيث حاول أردوغان استغلال الصراع في ليبيا من أجل فرض نفسه ومحاولة التوصل لاتفاقات خارج إطار الشرعية الدولية تسمح له بالبحث والتنقيب عن الثروات الليبية وقال عبد القادر إن الرئيس التركي يفعل الأمر نفسه مع قبرص، حيث يسعى للتنقيب قبالة السواحل القبرصية ومنع حكومتها من التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحلها ويكرر ذلك مع اليونان.ولفت عبد القادر إلى أن أردوغان حول تركيا إلى دولة عدائية لأنه شخص انتقامي متشدد ليس معتدل فهو لا يسعي بحلول وسط، لكن لديه مشروع قومي متطرف يتبني نظرة أحادية قائمة على تحقيق مكسب على حساب الغير وقال إن مقاربة أردوغان تستند إلى مشروع عثماني قائم علي أن للأتراك حق السلطة والثروة وللشعوب المجاورة الولاء مشيرا إلى أن هذا المشروع قائم على السطو ونشر الفوضى والخراب الانتهازية تسببت بالكراهية من ناحيته يرى الكاتب والباحث السياسي الليبي كامل مرعاش، في حديث أن أردوغان يبني سياساته الخارجية على الانتهازية والابتزاز وتابع مرعاش: رأينا ذلك في استغلاله للمهاجرين السوريين وابتزاز أوروبا وحصوله على مليارات الدولارات وهو الآن يريد أن يحصل وبنفس وسيلة الابتزاز على ثمن سياسي لتدخله في ليبيا ويطمع في اعتراف الأوروبيين بترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج الفاقدة للشرعية وقال الكاتب الليبي إن هذه الأساليب التي تعتمد على سياسة التخريب وعدم الاستقرار في البلدان الهشة التي تعاني من صراعات وحروب أهلية مثل سوريا وليبيا جعلت من تركيا دولة مكروهة في العالم وعلى وجه الخصوص في البلدان العربية