رسالة القوات المسلحة المصرية
إلي من يهمه الأمر
لواء د. سمير فرج
متابعة عادل شلبى
بدأت القوات المسلحة المصرية هذه الأيام بتنفيذ المناورة العسكرية “حسم 2020” في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي في اتجاه الحدود المصرية الليبية.. هذه المناورة تم تنفيذها بالذخيرة الحية التي تعتبر أرقي مستوي تدريب للقوات المسلحة المصرية كانت رسالة واضحة إلي من يهمه الأمر أن القوات المسلحة المصرية قادرة علي حماية حدودها البرية والبحرية والجوية ضد أي عدو بل أنها قادرة علي تحقيق أمنها القومي داخل حدودها أو خارجها إذا استدعي الأمر ذلك.
ويأتي ذلك بعد التوتر الذي حدث علي الحدود المصرية الليبية مؤخراً حيث بدأ فايز السراج رئيس الحكومة الليبية المعينة بعقد اتفاق أمني عسكري وترسيم حدود مع حكومة أردوغان في تركيا ليضمن بقاؤه في كرسي رئاسة الوزراء في طرابلس رغم عدم شرعية هذه الاتفاقيات حيث أن البرلمان الليبي المنتخب رفض هذه الاتفاقية ومن هنا فقدت هذه الاتفاقيات شرعيتها القانونية والدولية بعدها بدأ تدخل سافر من تركيا علي الأراضي الليبية في طرابلس حيث أرسلت خمسة عشر ألف من المرتزقة من شمال سوريا للقتال في طرابلس ضد قوات حفتر تٌدفع أجورهم حكومة السراج من أموال الشعب الليبي وخاصة أموال البترول الليبي وتقوم حالياً عناصر من تركيا بتدريب هذه العناصر في معسكرات خاصة في طرابلس كذلك قامت تركيا بإمداد حكومة السراج بعدد 40 مدرعة كذلك عدد من الدبابات م60 من المخازن التركية.
كذلك قامت تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية جوية في مطار الوطية وقاعدة عسكرية بحرية في ميناء مصراته الليبي بهدف استقبال ووصول الدعم العسكري التركي الي ليبيا كذلك قررت تركيا القيام بمناورة عسكرية بحرية في المنطقة أمام السواحل الليبية بحيث تأخذها كستار لنقل القوات والعتاد والأسلحة الي ليبيا وهي تخرق حظر قرار الأمم المتحدة ومؤتمر برلين بحظر نقل الأسلحة والمعدات العسكرية الي ليبيا ورغم رفض جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي من قيام تركيا بإرسال المرتزقة من شمال سوريا الي ليبيا وكل هذه الأسلحة والمعدات لذلك تقوم حالياً قوات كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص بمناورة بحرية في المنطقة بهدف محاولة إحكام السيطرة علي منع تركيا من إرسال المزيد من الأسلحة والمعدات الي حكومة طرابلس ولإرسال إشارة واضحة الي أردوغان أن هذه الدول ترفض التدخل التركي في شئون ليبيا الداخلية ومن هذا المنطلق نفذت القوات المسلحة المصرية هذه المناورة العسكرية حسم 2020 في اتجاه المنطقة الغربية العسكرية.
ولقد نفذت مصر هذه المناورة لأول مرة أسلوب القتال والتعامل مع العناصر المرتزقة وهو أسلوب جديد لم يكن يتم التدريب عليه من قبل لذلك كان ذلك رسالة إلي من يهمه الأمر أن القوات المصرية قادرة علي التعامل مع العناصر الإرهابية والمرتزقة في أي اتجاه كذلك نفذت القوات المسلحة هذه المناورة بكل عناصرها من قوات بحرية وجوية وقوات خاصة من الصاعقة والمظلات وقوات حرس الحدود تحت قيادة مشتركة موحدة تمثل قدرة عالية من الكفاءة في إدارة العمليات علي هذا الاتجاه الاستراتيجي الهام وهي الحدود المصرية الليبية ولقد ظهر خلال هذه المناورة قيام وحدات مقاتلة بعمليات ابرار بحري علي شواطئ البحر الأبيض المتوسط وهي أيضاً تمثل رسالة واضحة وهذا الابرار البحري نفذ عملية راس شاطي يكون بداية لدفع قوات رئيسية في هذا الاتجاه.
وكانت القوات البحرية قد نفذت جزء هام من خلال هذه المناورة خاصة بوجود الأسلحة والمعدات الجديدة من حاملة المروحيات الميسترال والغواصات الألمانية الجديدة والفرقاطات والكاسحات وعناصر القوات البحرية الأخرى خاصة أن مصر أنشأت مؤخراً قوات الاسطول البحري الشمالي في البحر المتوسط لحماية لتأمين آبار الغاز الطبيعي والبترول في شرق المتوسط ثم قيادة الاسطول البحري الجنوبي في البحر الأحمر لتأمين المجري الملاحي لقناة السويس خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين علي مضيق باب المندب والذي أصبح بالتالي تحت سيطرة الإيرانيين..
علي أية حال فإن هذه المناورة أظهرت أيضاً قدرة زراع مصر الطويلة وأعني بها القوات الجوية المصرية التي يمكنها أن تصل إلي أي مكان وأي مسافة بعد أن ظهرت تدريبها في المناورة العسكرية علي إعادة التموين في الجو لهذه الطائرات الحديثة وهكذا ظهرت الرسائل واضحة في هذه المناورة العسكرية حسم 2020 إلي من يهمه الأمر في المنطقة والاقليم أن القوات المسلحة المصرية قادرة علي تامين حدودها داخل مصر وخارجها وأن القوات العسكرية في المنطقة الغربية علي أتم الاستعداد لتنفيذ أي مهام قتالية كما عبر عنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نسور مصر في قاعدة براني العسكرية وجاءت الرسالة العسكرية لشعب مصر ليطمئن أن قواته المسلحة قادرة علي تأمين حدودها وأمنها القومي واستثماراتها في كل مكان لتصبح مقولة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي “أن جيش مصر يحمي ولا يهدد”.