تحدثنا بالأمس ، عن شكل الصراع على الأرض الليبية ، وشرحت وجهة نظري عن كونه ليس صراعا عسكريا بين مصر وتركيا أو تركيا والجيش الوطني الليبي ، ولكنه مواجهة عسكرية مع ميليشيات الإرهاب المدعومة من تركيا وبتمويل قطري.
نريد اليوم ونحن نتناول بعض النقاط ، في كلاً من الملف الليبي و ملف سد النهضة ، الوقوف على تحديد من هو عدونا في قضيتي الحدود والوجود ، حتى لا نستغرق في صراعات وهمية مع شخصيات لا تملك من الأمر شيئًا .
فنحن أمام دول تحارب بالوكالة نيابة عن دول أخرى ، فليست قضيتنا مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية أو ابي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا ، فهما صور زائفة لحقيقة الصراع ، الذي يديره بالفعل دولتي تركيا وقطر ، وهذا ما أعنيه من وجود حكومات تحارب بالوكالة نيابة عن دول أخرى ، وهذه حقيقة على أرض الواقع سواء في ليبيا أو إثيوبيا .
تركيا وقطر تتحركان بمخطط يستهدف ضرب الحدود المصرية ، من خلال معركة حدودية في سيناء على الحدود الشرقية أو على الحدود الغربية مع ليبيا ، بالاضافة لمعركة وجود على الحدود المصرية من الناحية الجنوبية مع أثيوبيا في قضية سد النهضة ، وبدلا من المواجهة المباشرة استعانا بواجهات صورية تتصدر المشهد ( فايز السراج / ابي احمد ) مع تشكيل ودعم ما يعرف بالجيش الليبي الحر ، المشكل من إرهابين ليبيا وكذا النازحين من سوريا والعراق من تنظيم داعش والنصرة عن طريق تركيا ، وتمركزوا في مدينة مصراتة ، لقربها من مدينة سرت والجفرة والتي تمثل بوابة الدخول للهلال النفطي الليبي في شرق ليبيا ، والذي يمثل خط أحمر لمصر ممنوع الاقتراب منه،حتى لو أدى إلى تدخل عسكري .
من هنا نستطيع أن نجيب على سؤال لماذا مصراتة ؟ لقربها من سرت بوابة الهلال النفطي ، وأيضا لتهديدها لحدود مصر وأمنها القومي .
من هنا يمكن القول أن من يدير الصراع الليبي ليس فايز السراج ولكن تركيا وقطر ،السراج ينفذ تعليمات أسياده فهو لا يملك شرعية القرار في كل ما يخص حكومته ، فالقرار تركي قطري .
في المقابل تركيا وقطر متحكمتان في حكومة ابي أحمد الأثيوبية ، لحجم المشروعات التركية القطرية التي تمت على أرض أثيوبيا ، وبعضها مازال في مرحلة التنفيذ ، وهو ما ساعد رئيس الوزراء الأثيوبي في التصدي لمشاكله الداخلية ومواجهة قوى المعارضة العنيفة التي تهدد كرسيه ، من هنا تستغل تركيا وقطر الموقف الداخلي الأثيوبي في الدفع برئيس الوزراء الأثيوبي بالضغط على مصر فيما يخص سد النهضة والذي يمثل لمصر قضية وجود .
الخلاصة أن عدونا الحقيقي في ليبيا وأثيوبيا ، هي تركيا وقطر ، وليس فايز السراج وابي أحمد الأثيوبي …