الكمامة لاتزال في جيبي
عندما قررت الحكومة تقليل ساعات الحظر تحت وطأة الإنهيار الاقتصادي، نصحت مواطنيها بتوخي الحذر و إتباع كافة الإجراءات الإحترازية العامة و الوقائية الخاصة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا. ذلك العدو الذي حاصرنا في دائرة من الرعب و الشلل التام. فكان لزاما علينا أن نواجهه بحذر.
ذكرني ذلك بموقف جيشنا المصري الذي وافقت قياداته علي فض الإشتباك مع العدو بعد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ٢٨ اكتوبر ١٩٧٣.
وبرغم هدوء الجبهة الحربية بين الجيشين، و الشروع في بدء محادثات سلام، إلا أن شعورا وطنيا تجسد في كلمات تمت ترجمتها إلى أنشودة تغني بها العندليب و مجموعة الكورال ” خلي السلاح صاحي”. تعبيرا عن غدر العدو الذي كان يتربص بنا الدوائر و لا يزال.
وعلي نفس المعني تم إنتاج الفيلم السينمائي (الرصاصة لا تزال في جيبي). ذاك الفيلم الذي وجه رسالة قوية للعدو بأننا مستعدون للقتال في أي وقت و تحت أي ظروف.
و من خلال تلك المقاربة و المقارنه بين الأمرين يتضح أن الوباء سينتهي إسمه و سيأتي غيره و لكن بإسم جديد و ربما يكون أشد خطرا و فتكا بنا ما لم نتعلم الدرس جيدا.. ما لم تتبنى الحكومة البيئة الصحية المناسبة للمواطنين كحق إنساني قبل أن يصبح حقا دستوريا . و أن الأعداء سوف يتكاثرون علينا ما دمنا نتعايش في تشرزم و نتصارع من أجل سراب.
و علينا حين نريد القوة أن نتحد في مواجهة الأعداء، فصفحات التاريخ لم ولن تحكي عن أمة إنتصرت علي أعدائها وهي منقسمة علي نفسها .
وعلينا حين نريد أن نحيا أصحاء أن نبقي علي تلك الإجراءات الوقائية و نجعلها منهجا لنا في حياتنا اليومية في ظل بيئة نظيفة. فإذا كان شعار الجندي في الميدان هو الرصاصة لا تزال في جيبي فإن عبارة أخري لا تقل أهمية يجب أن تكون هي الأخري شعار المراحل القادمة ألا و هي.. ” الكمامة لا تزال في جيبي”