تحظى سرت والجفرة بموقع استراتيجي في ليبيا، وتمثلان “خطا أحمر” بالنسبة لمصر، حسبما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جولة تفقدية لعناصر المنطقة الغربية العسكرية،
فمن أين تأتي أهمية هذين الموقعين بالنسبة لأمن مصر القومي، وماذا تعني سيطرة الميليشيات الإرهابية عليهما؟
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها السبت
، إن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيا، مؤكدا أن “جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا”
، ومشددا على أن “مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا”، كما أنها حريصة “على سيادة ووحدة الأراضي الليبية”.
وأشار السيسي إلى أن “سرت والجفرة خط أحمر“، مؤكدا أن “ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، وسنساعدهم في ذلك”، داعيا إلى الحفاظ على الوضع القائم حاليا في ليبيا دون تغييره، والبدء فورا في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة.
وتأتي أهمية سرت من كونها تبعد بنحو ألف كيلومتر عن الحدود المصرية، وتتوسط المسافة بين عاصمة البلاد طرابلس، وبنغازي على الساحل الليبي.
وتجعل السيطرة على سرت الطريق مفتوحا لإحكام القبضة على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا، التي تضم أكبر مخزون للنفط.
وفي المقابل، تقع جنوبي سرت، قاعدة الجفرة الجوية المهمة، ولا يفصلها عنها سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلومتر.
وتعد قاعدة الجفرة من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية، التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.
منطقة الجفرة مهمة كذلك، لأنها تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلومترا جنوبي شرق طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، ويعني السيطرة على قاعدة الجفرة، تقريبا السيطرة على نصف ليبيا.
و “لا يقتصر طموح الميليشيات الإرهابية في ليبيا على بعض المناطق فحسب، إذ أنها ستهدد الدول العربية في حال كسبها لمراكز مهمة مثل سرت والجفرة، لذا فمن الطبيعي أن تشدد مصر على الأهمية الاستراتيجية لهما حفاظا على الأمن القومي العربي”.
سرت تمثل عمقا أمنيا بالغ الأهمية لمصر، وما يفعله أردوغان من استقدام للمرتزقة للقتال في ليبيا، ودعم الميليشيات الإرهابية، يهدف للسيطرة على خيرات البلاد وخصوصا النفط والغاز، هذا إلى جانب تعريض أمن دول كمصر للتهديد عبر زرع بؤر إرهابية بمقدورها التحرك وشنّ عمليات بناء على توجيهاته”.