كتب – عبدالشكور عامر قام مجموعة من الشباب العاشق لوطنه بقرية بني سلامة بمنشأة القناطر بالجيزة ، بتشكيل لجنة مجتمعية شعبية من رموز العمل الخدمي والشعبي وأطباء ورجال الأعمال ووجهاء القرية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا وحالات التكدس بالمستشفيات وتُعد هذه التجربة فريدة و مميزة من نوعها ، و فكرة عظيمة نبتت بين جدران اقدم قرية فى التاريخ مؤكدة بني سلامة أرض الحضارة والطيبة والأصالة. فبعد إعلان الدولة عن تفشى الوباء و تحديدا فى العاشر من مارس ٢٠٢٠ ، بدأ شباب بني سلامة فى تجميع معلومات كافية عن الفيروس . البداية كانت بأربعة شباب فقط ، بدأوا دراسة الموقف فى القرية وخارجها و جمع معلومات كافية عن الوباء . الأربعة شباب بدأوا يطرقون ابواب الأهالى يوميا ، يوزعون كحول و مطويات عن الفيروس و خطورته و كيفية الوقايه منه . حينما استمرت الحملة اسبوع بدأ الشباب ينضم لها ، منهم مستمر فى الحملة يوميا ، ومنهم لظروف عمله مؤقت . هذه الحركة المستمرة من الشباب بين البيوت اشعرت الأهالى بالخوف ، و هو بداية الوقاية التى هى خير الف مرة من العلاج . بدأ الاعلان عن الحملة عن طريق الفيسبوك و تحديدا جروب صوت بني سلامة و بدأ الشباب فى الرش و التعقيم و عمل بوابات على مداخل القرية للتعقيم الكامل . بدأت الإصابات فى الظهور ، فقرر الشباب توحيد جهة الاعلان عن أى إصابة عن طريق مصدر واحد منعا للاشاعات و البلبلة . بعدها بدأوا فى عمل بيان يومي عن الوضع ببنى سلامة وبدأت الامور تستقر نسبيا ، و استغل الشباب ذلك في زيادة جرعات التوعية مع طمأنة الناس بالوضع و نشر الأخبار الحقيقية . بدأت اللجنة فى وضع خطط و سيناريوهات محتملة لكل التوقعات ، و قسمتها للحالة أ و حالة ب و حالة ج و حالة د . ثم بدأ الشباب فى التحرك العملى و مواجهه كافة الاحتمالات ، والتى كان أولها الاطمئنان على الادوية ، و بدأ الاتصال بمخازن الأدوية لتوفير المستلزمات الطبية و الأدوية و النواقص كخطوة مهمة ، أيضا بدأت اللجنة متابعة توافر المستلزمات الغذائية و تجار البقالة ، لانه فى حال تطور الأمر و الإغلاق لا قدر الله ، هل ستتوافر الأغذية و الأدوية ، و كان هذا مهمة محددة للبعض بصفة يومية .
و مع ظهور أول حالة كورونا ببني سلامة تم نقلها للحميات ، و التعامل بسرعة مع المخالطين لها كلهم ، و حصرهم لمنع أي نقل للعدوى ، ووعمل تحاليل واشعه لهم بالمجان على نفقة اللجنة ، و تم توفير كل المواد الغذائية لهذه الأسرة بالمجان أيضا . ثم مع ظهور حالات أخرى ، جمعت اللجنة اسماء العاملين بالقطاع الطبي من بني سلامة لخدمة اللجنة ، و تم عمل قاعدة بيانات لهم جميعا ، و كان لهم دور كبير فى المساهمة فى مساعدة الحالات فى دخول مستشفى العزل . بينما تم التعامل بحرص مع أسرهم و المخالطين لهم بالعزل المنزلى و رعايتهم .. والإسراع فى عزلةا. مخالطين لمنع اى نشر للفيروس . و مع الصدق و الاخلاص بدأ الناس فى التفاعل مع اللجنة حين الشعور بأى اعراض ، و بالفعل كانت اللجنة تذهب للمواطن بالثقة و المحبة و المودة و بدون احراج لمساعدة الحالات . لم تغفل اللجنة الجهات المختصة فاشركت رئيس الوحدة المحلية لقرية بنى سلامة ، و كان متعاون لأقصى درجة ، و كان له دور فعال و قوى . ومع زيادة الحالات زاد الاهتمام برعاية الحالات المعزولة و رعايتها و تقديم العلاج و الأغذية لهم . ورغم كل الصعوبات و تفشي الوباء ، إلا أن اللجنة واجهت صعوبات و معوقات و ظهور أعداء للنجاح و أصوات هدامة ، و أجهزتها اللجنة بالتجاهل و الصبر و الاستمرار في مزيد من العمل و الحرص والاجتهاد و التواصل مع اهل الخير بالقرية .