متابعة / محمد مختار 850 وثيقة لطائفة يهودية كانت تنتظر ظهور المسيح.. وتل أبيب سرقتها من الأردن لتأكيد وجودها المزعوم بالمنطقة يبدو أن دولة إسرائيل قد أدمنت الكذب والتزوير، هذا ما ظهر في محاولة قادة إسرائيل تزييف التاريخ لتبرير حجته لاحتلال الأراضي العربية فى فلسطين الشقيقة، وهو ما كشفته “مخطوطات البحر الميت التي تم اكتشافها بالصدفة”. ومخطوطات البحر الميت أو الشهيرة باسم “قمران” والتي تم اكتشافها أوائل عام 1947، في موقع خربة “قمران” لذلك فهى تسمى أيضًا “مخطوطات قمران” أو “لفائف قمران”، اكتشفت عندما ألقى راعى بدوي اسمه محمد التعامرة، حجرا على مغارة مرتفعة فى منطقة قمران شمال غرب البحر الميت فسمع صوت تحطم وعاء فخارى، فعاد في اليوم التالى مع أحد أصدقائه وتسلقا إلى المغارة ليجدا عددا من الأواني الفخارية فى داخلها سبعين مخطوطة ملفوفة، منها سبع مخطوطات كاملة من الجلد وورق البردى وبعض القصاصات، ويقال إنه وجدها أثناء بحثه عن ماعز ضلت منهم، فباعها لبائعين سريانيين حملاها لمطرانهم الذى هربها بدوره إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1948م. عند اهتمام المتعاملين بالآثار بهذه المكتشفات بدأ التنافس بين السكان المحليين وسلطات الآثار الأردنية للبحث فى بقية المغارات، والذى انتهى باكتشاف ما بين 800 و900 مخطوطة يعود تاريخها إلى الفترة بين عام 150 قبل الميلاد و70 ميلادية. الأردن امتلكتها وإسرائيل سرقتها المخطوطات المكتشفة كانت ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث إنها كتشفت وجمعت في السنوات 1947 – 1957 وفى بداية عام 1953 دفعت دائرة الآثار الاردنية مبلغ 15.000 دينار لشراء ما يقرب من 15.000 قطعة، وفى التالية دفعت الدائرة مبلغ 14.000 دينار لشراء مجموعة أخرى وجدت في الكهف رقم 11 الذى يطل على خربة قمران. كذلك قامت دائرة الآثار الاردنية بتعيين لجنة دولية ضمت ثمانية باحثين من أقطار مختلفة (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة وبولندا) على رأسها الأب الدومينيكى رولاند ديفو، وعهدت إليهم بمهمة قراءة وترجمة وتفسير المخطوطات، وخصصت لهم قاعة مناسبة فى متحف الآثار الفلسطيني متحف روكفلر بالقدس حيث حفظت المخطوطات. وفي عام 1966 قامت الحكومة الأردنية بتأميم متحف الآثار الفلسطيني وعهدت إدارته إلى جهاز فنى أردنى، إلا أن إسرائيل قامت باحتلال القدس بعد مرور أقل من عام لتضع يدها علي المتحف ومحتوياته بما فيها من مخطوطات البحر الميت التى نقلت إلى مخزن المتحف. ورغم توقيع إسرائيل مع المملكة الأردنية على معاهدة وادى عربة للسلام عام 1994، إلا أنها مازالت ترفض إعادة لفائف البحر الميت (وادى قمران) التى تعرض حالياً فى متحف تورنتو بكندا بل أن الحكومة الكندية رفضت التدخل لصالح الأردن فى هذه القضية علما بأن الحكومة الأردنية استنجدت بنظيرتها الكندية لاستعادة هذه المخطوطات المسروقة. ما هي محتويات هذه المخطوطات تتضمن لفائف البحر الميت مجموعة كبيرة من الوثائق اليهودية المكتوبة باللغة العبرية والأرامية واليونانية وتشمل العديد من الموضوعات والأساليب الأدبية، وهى تضم مخطوطات، أو قطعا منها، لكل أسفار الكتاب المقدس اليهودى (العهد القديم) ما عدا سفر إستير، وكلها أقدم من أية مخطوطات كتابية معروفة بحوالى ألف عام. كما تحتوى المخطوطات على أقدم شرح كتابى موجود لسفر حبقوق، والعديد من الكتابات الأخرى، من بينها كتابات دينية متعلقة بالطوائف اليهودية فى ذلك الوقت. بعض علماء الأثار يعتقدون أن لفافات البحر الميت كتبت لطائفة يهودية تدعى “الأسينيين”، ظهرت بين القرن الثانى قبل الميلاد والأول الميلادى انشقت عن الطائفتين اليهوديتين الرئيسيتين: الصدوقيون وهم أصحاب الامتيازات والأكثر تعاونا مع الحكم الرومانى، والفريسيين، وكتبت 80 % من مخطوطات البحر الميت باللغة العبرية و17 % باللغة الآرامية، وكتب قليل منها باليونانية، فجماعة قمران التى دوّنت هذه المخطوطات لم تكن سوى جزء بسيط من مجتمع يهودى كبير كانت أورشليم القدس مركزا رئيسيا لوجوده ومدينته المقدسة. ويزعم أن هذه المخطوطات تضمنت الكثير من النقاط المشتركة مع الديانة المسيحية، حتى أن هناك من قال إن الأسينيين هم الطائفة التى سبقت أو التى تنبّأت أو مهّدت لقدوم المسيح، وأطلق على تفكيرهم اسم الفكر المسيّاني أي المتعلق بالمسيا وانتظاره عند اليهود الأتقياء في الفترة بين العهد القديم والجديد، وقرّبت إلى الأذهان احتمال مجىء المسيح بصورة “معلم بار” مضّطهد من قبل الأشرار وغير مقبول من الكهنة المنافقين، لأن الدنيا قد فسدت ولا بد من قدوم المخلّص. عثر فى قمران على 12 جزءا من سفر عهد دمشق القاهرى الذى عثر عليه عام 1890 في معبد بن عزرا فى القاهرة، تتحدث هذه الوثيقة عن مجموعة من كهنة أورشليم أسست حزبا فى دمشق أطلقت فيه على رئيسها اسم المعلم البار، ثم عادت لأورشليم بالاتفاق مع نظرائها في قمران، وتضمّن عهدها نقدا للفرق الدينية التي انعزلت عنها الجماعة، وأطلقت الجماعة على نفسها فى عهد دمشق اسم أبناء العهد الجديد، أو البناؤون الجدد، وتضمن عهد دمشق شرحا عن طريقة تدوين الأسفار المقدسة وكيف خصص لها الأسينيون قاعة وموائد ومقاعد محددة مزودة بمغاسل للتطهّر قبل أداء الشعائر وتدوين الأسفار بما فسّر سبب الدقّة التي ميزت عملهم. ما هي أهمية المخطوطات بالنسبة لإسرائيل؟ هذه الكمية الكبيرة من المعلومات التى وفّرتها مخطوطات قمران بحسب الاعتقاد اليهودى جعلتها من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، فقد أكدت بالدليل التاريخي حقيقة وحجم الوجود اليهودي في البلاد المقدسة كمكون رئيسى فى نسيج المنطقة، وأعطت صورة عن التطور التاريخي للديانة اليهودية عموما، على حد زعمهم. الباحثون العرب يشككون فى صحة المخطوطات شكك العديد من الباحثين فى مخطوطات البحر الميت، حيث يرى عدد من الباحثين، أن سفر أشعيا المكتشف فى لفائف قمران لا يتطابق مع سفر أشعيا الحالى وادّعوا أن العلماء منعوا من مشاهدة نص قمران لمدة 40 *** ولم يسمح لهم بإجراء المطابقة حتى تم تغيير المكتشفات. كما أشاروا إلى أن هناك 500 كتاب اكتشفت فى ىقمران أخفاها الإسرائيليون مثلما فعل الفاتيكان ببعض المخطوطات التي حصل عليها من الجيش الأردنى قبل عام 1967. كان متحف الكتاب المقدس فى الولايات المتحدة ألغى عرض أجزاء من مخطوطات كان يُعتقد أنها من مخطوطات البحر الميت التاريخية بعد أن أثبتت الاختبارات أنها مزيفة. وكان المتحف فى واشنطن قد أرسل خمسة من 16 نسخة لديه للتحقق منها فى ألمانيا، حسبما ذكر موقعbbcعربى، وبدأت مهمة التحقق من أصالة أجزاء المخطوطات بعد أن قال علماء فى الكتاب المقدس، فحصوا 13 جزءا من الأجزاء التي لم تخضع للدراسة سابقا فى المتحف، إن ثمة “احتمالا كبيرا” بأن عددا من هذه المخطوطات مزيف حديثا. كما كشف تقرير لصحيفة “هآرتس” الصهيونية أن الغالبية العظمى من هذه والتي تعرف بـ”وثائق البحر الميت” هى وثائق مزيفة، مشيرا إلي أن تلك الوثائق التى بيعت فى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت مبنية على معلومات مزيفة، دون الإشارة إلى الجهة التي تقف خلف التزييف، وأوضحت الصحيفة، أن هذا الكشف ينسف المسوغات الدينية والتاريخية التى تزعمها الصهيونية العالمية فى تسويع مشروعها الاحتلالى