سحر سكر
قالت كنا نستعد لبدء عام جديد وقتها كنت داخلة أولى طب طنطا طبعا هذا كان بعد إعدادي طب و تحديدا يوم 6 أكتوبر
ذهبنا الكلية الصباح لنعرف جدول الدراسة التي كانت ستبدأ بعدها بأسبوع وكنا صايمين في رمضان و لكن الساعة 2 الظهر
أذيع أول بيان عسكري أننا عبرنا القناة ولكم أن تتصوروا الفرحة في كل البيوت و التجمع حول المذياع وانتظار أخبار التلفاز
وقلما تجد الناس على قلب رجل واحد كما كنا عام 73 والتجمع يعني الأسرة كلها كل الأعمار الآباء الأجداد الأطفال
كله نفس الإهتمام ونفس الترقب والتعطش للإنتصار لا تفرقهم صوت رسالة واتس آب و لا فيس بووك
المهم ماأردته أن
أحكيه لكم اننا كان لنا دور رغم أننا كطلاب بكلية الطب لم نكن بدأنا أي دراسة بالطب ولكن تجمع الكثير من طلاب الكلية من دفعات مختلفة
وعملنا فرق عمل داخل مستشفى طنطا الجامعي لأن مستشفى طنطا وقتها كانت تستقبل الجرحى من جنود معركة أكتوبر المجيدة
فكان دورنا مساعدة الأطباء في الغيار على الجروح( طبعا الدفعات الأقدم بالكلية) وتقديم العون للجنود في التواصل مع أهاليهم
طبعا وقتها كنا نرسل تلغرافات ونكتب خطابات لأهل الجرحى حتى يعرفوا مكانهم ويزوروهم ويطمئنوا عليهم(قبل أجيال الموبايل)
طبعا الجنود كانوا إما في الجبس أو في ضمادات صعب يتحركوا وكنا نحضر لهم طلباتهم أدوية مشروبات
. كنا طول النهار نعمل عصير ليمون علشان النزف والأنيميا كان شغلنا يبدأ من السادسة صباحا وحتى العاشرة مساء ونحن
نتحرك بلا ملل وكلنا فخر أننا نخدم الأبطال طبعا هؤلاء الجنود كان منهم إصابته شظيةأو شظيات في أماكن مختلفة بجسمه ومنهم
من فقد ذراعا أو ساقا
ومع ذلك كانت روحهم المعنوية عالية جدا جدا. شعور البطولة والفخر
والإنتصار على عدو حقيقي وأعني فعلا كلمة عدو حقيقي ولا أستطيع أن أصف سعادتهم وهم يحكوا كيف كانوا يقابلون
دبابات العدو و كيف ضربوهم وقتلوا منهم و لم يحزنوا أو يجزعوا لما أصابهم
و طبعا لاأنسى
أنهم كانوا سعداء جدا بدورنا الذي كنا نعتبره ضئيلا جدا أمام تضحياتهم العظيمة .وأيضا لا أنسى فرحة لقاء أهاليهم
و كذلك دعوات الجميع لنا بالنجاح وكانوا معتبرين إننا دكاترة كبار خالص رغم إننا كنا في أولى طب . أولى طب 1973-1974