كتبت نجوى نصر الدين أولياء الأمور والبلطجة في السنوات الأخيرة، ظهرت ظاهرة سلبية متزايدة في بعض المدارس، وهي تعدي بعض أولياء الأمور على المعلمين لفظيًا أو حتى جسديًا، وهي ما يمكن أن نُطلق عليه “بلطجة أولياء الأمور”. هذه الظاهرة لم تعد مجرد حوادث فردية، بل باتت تمثل أزمة حقيقية تهدد هيبة المعلم، وتؤثر سلبًا على العملية التعليمية برمتها. أولاً: أسباب الظاهرة ضعف الوعي التربوي لدى بعض أولياء الأمور يجهل البعض الدور التربوي الحقيقي للمعلم، ويعتقدون أن دور المدرسة يقتصر على التعليم فقط، دون تقويم أو توجيه سلوكي للطالب، مما يؤدي إلى صدامات مع المعلمين عند تدخلهم لتقويم سلوكيات الطلبة. الإعلام السلبي والسوشيال ميديا وبعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل تروج لفكرة أن المعلم دائمًا مخطئ، مما يزعزع ثقة أولياء الأمور في المؤسسة التعليمية، ويدفع بعضهم للتدخل بعنف أو تجاوز الحدود. انعدام التواصل الإيجابي بين الأسرة والمدرسة غياب الحوار البنّاء بين المدرسة وأولياء الأمور يخلق فجوة من سوء الفهم، ويؤدي إلى تراكم الغضب والشكوك التي تنفجر في صورة سلوك عدواني تجاه المعلمين. تدليل الأبناء الزائد بعض الآباء والأمهات يرفضون الاعتراف بأخطاء أبنائهم، ويتعاملون مع كل نقد أو عقاب تربوي على أنه إهانة شخصية، فيهبّون للدفاع عن أبنائهم بطريقة عدوانية. ثانيًا: الآثار السلبية إضعاف هيبة المعلم عندما يرى الطالب أن ولي أمره يعتدي على المعلم، تنهار صورة القدوة أمامه، مما يقلل من احترامه للمعلم، ويزيد من فرص التمرد داخل الفصل. خلق بيئة تعليمية غير آمنة شعور المعلم بعدم الأمان قد يجعله يتجنب التعامل الصارم مع الطلبة، مما يُفقد العملية التربوية أحد أركانها الأساسية. عزوف الكفاءات عن مهنة التعليم انتشار مثل هذه الظواهر قد يدفع المعلمين الأكفاء إلى ترك المهنة بحثًا عن بيئة أكثر احترامًا وتقديرًا. تأثر نفسية الطلاب الطالب ذاته قد يتأثر نفسيًا حين يرى نزاعات بين ولي أمره والمعلم، مما يشتت انتباهه ويؤثر على تحصيله الدراسي. ثالثًا: الحلول المقترحة تشديد العقوبات القانونية يجب سن قوانين واضحة تُجرّم الاعتداء اللفظي أو الجسدي على المعلمين، وتُطبَّق بحزم لضمان حماية المؤسسة التعليمية. تعزيز التواصل بين الأسرة والمدرسة فتح قنوات حوار منتظمة وفعالة بين أولياء الأمور والمعلمين يساهم في تقليل الصدامات وسوء الفهم. توعية المجتمع بدور المعلم من خلال حملات إعلامية وتربوية، يجب إعادة الاعتبار للمعلم كركيزة أساسية في بناء الأجيال. تدريب المعلمين على إدارة الأزمات من المهم إعداد المعلمين نفسيًا ومهنيًا للتعامل مع أولياء الأمور بأسلوب حكيم، واحتواء الخلافات قبل تفاقمها. إن ظاهرة بلطجة أولياء الأمور تجاه المعلمين ليست مجرد أزمة تعليمية، بل هي أزمة قيم وسلوكيات مجتمعية. إن إصلاح التعليم يبدأ بإعادة الاحترام للمعلم، وضمان بيئة تعليمية آمنة يسودها التفاهم والتعاون بين جميع الأطراف. فالمعلم لا يبني العقول فقط، بل يساهم في بناء الإنسان، ويستحق من المجتمع كله الاحترام والتقدير، لا العنف والعدوان تحياتي نجوى نصر الدين