كتبت نجوى نصر الدين العودة المدرسية في مصر: بين التحدي والأمل تُمثل العودة إلى الدراسة بعد عطلة العام الدراسي حدثًا محوريًا في حياة الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور على حدّ سواء. فليست مجرد عودة إلى الفصول والكتب والامتحانات بل هي بداية جديدة، تُعيد ترتيب الإيقاع اليومي وتفتح المجال أمام الطموحات والتطلعات الأكاديمية. في مصر، تأخذ العودة المدرسية بُعدًا اجتماعيًا خاصًا. فهي ليست حدثًا فرديًا بل موسميًا، يتشارك فيه الطلاب عبر مراحل التعليم المختلفة. ومع بداية العام تمتزج مشاعر الحماس بالقلق حماسٌ لاستقبال الأصدقاء وتجربة مواد جديدة، وقلقٌ من ضغط المناهج وكثافة المحتوى الدراسي. ورغم البهجة المصاحبة لانطلاقة العام الدراسي، إلا أن هناك تحديات حقيقية تفرض نفسها حيث ان بعض الطلاب يجدون صعوبة في الانتقال من نمط العطلة المليء بالحرية إلى روتين الانضباط والالتزام. بينما يواجه آخرون ضغوطًا بسبب كثافة المواد، أو ضعف البنية التحتية في بعض المدارس، أو حتى أعباء الدروس الخصوصية التي باتت جزءًا لا يتجزأ من المشهد التعليمي. أما المعلمون، فإن عودتهم لا تقل تعقيدًا. فهم أمام مسؤولية مزدوجة إبداع في طرق التدريس، وحرص على تحفيز الطلاب رغم التحديات. الأمر يحتاج إلى إعداد دقيق للمواد، ورؤية واضحة للأهداف التي يجب تحقيقها، بما يتناسب مع احتياجات الطلاب المختلف ومع كل بداية دراسية، تتجدد الفرصة لإعادة ضبط البوصلة الأكاديمية والشخصية. كما يمكن للطلاب أن يستثمروا هذه العودة في تحديد أهداف واضحة:مثل تحسين مستوى التحصيل، اكتساب مهارات جديدة، أو الانخراط في أنشطة تُنمّي شخصياتهم. كما أن العودة المدرسية تتيح للمعلمين زرع روح الانضباط والإبداع، وتأكيد قيم التعاون والمسؤولية بين الطلاب. لا تقتصر العودة إلى المدارس على البعد الأكاديمي فحسب، بل تمتد إلى كونها ظاهرة اجتماعية تعكس صورة المجتمع كله. فهي تكشف عن مدى جاهزية البنية التحتية، وعن مستوى العدالة في فرص التعليم، بل وعن علاقة الأسرة المصرية بالتعليم كقيمة عليا مرتبطة بالمستقبل. إن العودة المدرسية في مصر ليست مجرد روتين متكرر، بل هي لحظة فاصلة تُعيد تشكيل وعي الطلاب والمعلمين كل عام. هي بداية لرحلة جديدة، قد تكون مليئة بالصعوبات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص. وبالاستعداد الجيد، والإيمان العميق بدور التعليم كقوة دافعة للتغيير، يمكن أن تتحول العودة إلى المدارس من مجرد بداية عام دراسي إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل أوسع وأكثر إشراقًا تحياتي نجوى نصر الدين