لم يعد الاستعمار اليوم يحتاج إلى دبابة أو بارجة، بل يكفيه خوارزمية أو تطبيق. نحن أمام استعمار جديد: الاستعمار التكنولوجي. أخطر ما فيه أنه صامت، وأنه يرتدي ثوب الرفاهية بينما يسرق منا السيادة والقرار.
في مصر، كما في كثير من دول العالم النامي، نعتمد على الخارج في التعليم الرقمي، والصحة الذكية، والإدارة الإلكترونية، وحتى في حماية فضائنا السيبراني. نستهلك التكنولوجيا ولا ننتجها، نستورد الأجهزة ولا نصنعها، ونخزن بياناتنا أحيانًا في أرض غير أرضنا.
لكننا لا نفتقد الإمكانات: لدينا كتلة بشرية شابة، وعقول لامعة، وتجارب ناشئة في البرمجة والذكاء الاصطناعي. ما نحتاجه فقط هو مشروع وطني جريء يجعل من التعليم والبحث العلمي والصناعة الرقمية أولوية، لا ترفًا.
المعركة القادمة ليست بالسلاح ولا بالذهب، بل بالكود والمعرفة. إن لم نمتلك أدواتها، سنظل أسرى شاشة صغيرة تضيء بين أيدينا، بينما ينطفئ مستقبلنا في الظل.
المستقبل لا يُستورد… المستقبل يُصنَع تحياتي نجوى نصر الدين