*ّ البحث والتطوير مهمتنا الأساسية فى التقدم الزراعى
*ّ الغش فى الاسمدة والمبيدات قضية كبرى لدى الحكومة المصرية
*ّ الزراعة فى مصر هى المستقبل
اهتمت الحكومة المصرية منذ عهد السيد عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالمجال الزراعى حيث افتتح عدة مشاريع زراعية تابعة للقوات المسلحة والقوات الجوية وغيرهم من المشاريع كما ساعدت المستثمرين الزراعين فى بقاع جمهورية مصر العربية بتوفير مستلزمات الزراعة من تقاوى وبذور واسمدة ومبيدات حتى وصلت للأكتفاء الذاتى من جميع المحاصيل كما بادرت الحكومة المصرية فى تسهيل إجراءات فتح ابواب التصدير للفاكهة وغيرها من المحاصيل لذا طرقنا ابواب الأشخاص المساهمين فى بحث وتطوير ملف الزراعة وكانت البداية مع احد اعضاء مجلس كلية الزراعة جامهة دمنهور
حوار : انور عبدالحميد
◀ فى البداية احب ان نتعرف على ضيفنا اليوم احد البارزين فى نجاح المشروع الزراعى فى الفترة السابقة فى جميع انحاء الجمهورية .
اهلا ومرحبا بكم محمد عبادة زيدان رئيس مجلس إدارة شركة إيفول القابضة , رئيس مجلس إدارة أطلس للتنمية الزراعية , عضو مجلس كلية الزراعة جامعة دمنهور , العضو المنتدب لمستشفى الشروق
◀ نود أن يتعرف الجمهور على السيرة الذاتية الزراعية فى المدة التى قضيتموها فى الزراعة ؟
رحلة شاقة وطويلة لمدة ثلاثون عاما من الجهد والتعب والارهاق لم تكن سهلة، فقد مررنا بتحديات عديدة على مستوى السوق، والمناخ الاقتصادي، والتغيرات التكنولوجية، لم نتوقف عند مرحلة واحدة، بل طورنا أنفسنا باستمرار تجربتنا لم تقتصر على البيع أو التوزيع فقط، وإنما كانت شراكة حقيقية في نهضة القطاع الزراعي، قائمة على العلم والخبرة الميدانية، وهو ما يجعلنا أقرب للمزارع وأكثر فهمًا لاحتياجاته الفعلية.
◀ كيف كانت بدايتكم لدى مجموعة ايفول الزراعية ؟
بدأنا من العمل المباشر داخل المزارع، حيث كنا قريبين من الأرض ومن احتياجات المزارع المصري في الميدان , ومع مرور السنوات توسعنا في استيراد وتوريد مستلزمات الإنتاج الزراعي، من أسمدة ومبيدات وحلول متخصصة، ونجحنا في بناء شبكة علاقات قوية مع كل عناصر المنظومة الزراعية .
◀ ما هى أهم إنجازاتكم من خلال عملكم فى الحلول الزراعية لفترة كبيرة؟
الإنجاز الحقيقي في رأيي لا يُقاس فقط بحجم المبيعات أو عدد الشركات، وإنما يُقاس بمدى تأثيرك على المزارع وجودة الخدمة التي تقدمها له خلال أكثر من ثلاثة عقود، كان هدفنا الأساسي هو القيام بدور الإرشاد الزراعي الفعلي، ولسنا مجرد موردين للأسمدة والمبيدات ولكن الاهتمام الاول هو نجاح المنظومة الزراعية.
عرفنا ان لديكم عدة انشطة منها شركة ايفول فما هو نشاط تلك الشركة ؟
هى مجموعة شركات “إيفول”، التي تضم اليوم أكثر من 150 مهندسًا زراعيًا، استطعنا أن نخلق جسور ثقة بيننا وبين المزارعين في مختلف أنحاء مصر. هؤلاء المهندسون ليسوا مجرد موظفين، بل هم سفراء للعلم والتطوير، ينقلون خبراتنا إلى الحقول يوميًا، ويقفون بجانب المزارع لحظة بلحظة.
يمكنني أن أقول إن أحد أكبر إنجازاتنا هو أننا استطعنا أن نعيد مفهوم “الشركة الزراعية” لتصبح كيانًا يقدم حلولًا متكاملة، تبدأ من التوجيه والإرشاد، وتمر بالتطبيق والمتابعة، وتنتهي بالحصاد.
علمنا عن زيارتكم لدولة الصين العظيمة فما هو الهدف من تلك الزيارة ؟
اولا أحب أن أؤكد أن مصر بالنسبة لي هي نقطة الانطلاق والمرجع الأساسي، وكل ما نقوم به في الخارج هدفه أن يخدم المزارع المصري. رحلتي إلى الصين كانت تجربة ثرية للغاية، فقد شعرت أنني في مدينة عالمية لتبادل الأفكار، حيث يلتقي خبراء من كل دول العالم في مكان واحد.
في مثل هذه اللقاءات، تدرك أن الزراعة لم تعد مجرد نشاط محلي، وإنما أصبحت صناعة عالمية متشابكة تعتمد على أحدث الابتكارات. في الصين، رأينا كيف يتم تطوير تقنيات حديثة في المبيدات والأسمدة والآلات الزراعية، وكيف تتحول هذه الأفكار إلى منتجات عملية تخدم المزارع.
ما يهمني شخصيًا هو أن أكون همزة وصل، أن أنقل هذه الحلول المتقدمة إلى مصر، وأن أجعل المزارع والمستثمر المصري جزءًا من هذا التقدم العالمي
◀ ما هى أهداف مشاركتكم فى المعرض العالمى CAC فى دولة الصين؟
مشاركتنا في المعرض العالمي CAC كانت خطوة استراتيجية. الصين اليوم تقود تقدمًا علميًا وصناعيًا هائلًا، ومن المهم أن نكون حاضرين في هذا المشهد العالمي. الهدف الأول لنا هو الوصول إلى أفضل الخامات والمواد الفعالة المستخدمة في الزراعة على مستوى العالم، وضمان أن تكون هذه الخامات متوفرة بأفضل الأسعار للمزارع المصري.
الهدف الثاني هو بناء شراكات حقيقية مع شركات ومراكز بحثية دولية، حتى نضمن أن منتجاتنا ليست فقط ذات جودة عالية، ولكنها أيضًا قادرة على المنافسة عالميًا. نحن لا ننظر إلى السوق المصري بمعزل عن العالم، بل نعتبر أنفسنا جزءًا من سوق عالمي كبير، ونسعى دائمًا لأن يكون المزارع المصري مستفيدًا من أحدث ما وصل إليه العلم.
◀ ما مدى اهتمامكم بالبحث والتطوير فى الحقل الزراعي؟
البحث والتطوير بالنسبة لنا ليس خيارًا إضافيًا، بل هو أساس بقائنا. في “أطلس للتنمية الزراعية” نؤمن بما نسميه “مبادئ أطلس”، وهي دستور نزرعه في كل العاملين معنا. أول هذه المبادئ هو أن البحث والتطوير خط الدفاع الأول ضد الاندثار.لاحظنا شركات كثيرة في السوق رفضت التطوير، وظنت أن نجاحها الحالي سيستمر للأبد، لكن النتيجة كانت أنها اختفت سريعًا. نحن نؤمن أن الثبات في الحقيقة يعني الهبوط، وأكبر خطأ يمكن أن ترتكبه أي شركة هو أن تتوقف عن التطوير لذلك نخصص جزءًا كبيرًا من مواردنا وجهودنا للبحث والتجريب ومواكبة كل ما هو جديد، حتى نضمن أننا نقدم للمزارع حلولًا حديثة وفعالة.
◀ ما هى أكثر المشكلات الزراعية التى واجهتكم وتم السيطرة عليها ؟
أحب أن أوضح أننا لا ننظر لأي منتج باعتباره مجرد مادة تُباع وتشترى، بل نراه كحل عملي لمشكلة قائمة. فلسفتنا أن كل مركب نقدمه في السوق يجب أن يكون استجابة لحاجة واقعية عند المزارع.
على سبيل المثال، واجهنا مشكلات متكررة تتعلق بضعف خصوبة التربة أو صعوبة امتصاص العناصر الغذائية، فطورنا حلولًا مبتكرة ساعدت المزارعين على استعادة حيوية التربة وزيادة الإنتاج. هناك أيضًا تحديات مرتبطة بالآفات والأمراض النباتية، وهنا كان دورنا أن نقدم مركبات فعالة تعالج المشكلة دون أن ترهق المزارع بتكاليف عالية.
القضية ليست منتجًا بعينه، وإنما فكر استراتيجي يجعلنا نبحث دائمًا عن الحل الأمثل، وهذا ما ميّزنا في السوق.
◀ من وجهة نظركم، ما هى أفضل الأسمدة والمغذيات التى يحتاجها النبات فى مراحل النمو المختلفة؟
الحقيقة أن هذا سؤال كبير، وإجابته تختلف من محصول لآخر. لكن ما أود التأكيد عليه هو أن مصر لديها استشاريين وخبراء زراعيين على مستوى عالمي، قادرين على وضع برامج تغذية دقيقة تنافس أي دولة.
نحن نؤمن أن كل محصول يحتاج إلى إشراف متخصص يحدد احتياجاته بدقة في المراحل المختلفة: مرحلة النمو الخضري تحتاج إلى عناصر تدعم النمو السريع والمتوازن، مرحلة نمو الجذور تحتاج إلى محفزات تساعد على تكوين نظام جذري قوي، أما مرحلة تحسين الثمار فتحتاج إلى مغذيات مركزة تعزز الحجم والجودة والقيمة التسويقية. منهجنا هو أن التغذية ليست وصفة ثابتة، وإنما خطة مرنة يضعها استشاري متمكن بناءً على ظروف المحصول والأرض والمناخ.
◀ هل لديكم حلول لمواجهة التغيرات المناخية التي تواجه الزراعة حاليًا؟
بكل تأكيد. نحن ندرك أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا يفرض تحديات كبيرة على المزارعين. لذلك حرصنا على تنظيم مؤتمرات سنوية، نجمع فيها كل أطراف السوق الزراعي من خبراء وشركات ومزارعين، لنتبادل الخبرات ونحدد أنسب الطرق للتكيف مع هذه التغيرات.
كما نشارك بانتظام في المؤتمرات العالمية التي تناقش مستقبل الزراعة، وواحد من أهم الاتجاهات التي نعمل عليها حاليًا هو ما يُعرف بـ “التغذية العلاجية”، وهو توجه عالمي جديد يربط بين التغذية السليمة للنبات وبين قدرته على مقاومة التغيرات المناخية والضغوط البيئية نحن نرى أن هذا هو المستقبل، وأن من يستعد له الآن سيكون قادرًا على مواجهة أي تحديات قادمة.
◀ ما هي أولويات الانتشار السريع لمنتجاتكم المستوردة ؟
الانتشار في السوق الزراعي لا يتحقق بالدعاية وحدها، وإنما بالجودة والنتيجة. فلسفتنا أن المنتج الذي يثبت نفسه في الحقل هو الذي ينتشر تلقائيًا. لذلك نركز على تقديم منتجات تقدم قيمة اقتصادية حقيقية للمزارع: تحل مشكلاته، وتزيد إنتاجيته، وتقلل تكاليفه.
نحن نؤمن أن المزارع المصري ذكي جدًا، ولا يكرر شراء منتج إلا إذا لمس بنفسه الفارق. وهذا ما يجعل منتجاتنا تحقق انتشارًا سريعًا، لأنها ببساطة ترتبط بالنتائج الفعلية في الحقل.
◀ هل لديكم ما يدعم منتجاتكم من فرق فنية وتسويقية قوية؟
نعم، وهذا عنصر أساسي في نجاحنا. نحن نضع الدعم الفني وخدمة ما بعد البيع في صدارة أولوياتنا. فلسفتنا أن البيع لا يبدأ إلا بعد أن نوجّه المزارع إلى المنتج المناسب لمشكلته، ثم نتابعه خطوة بخطوة أثناء الاستخدام وبعده.
لدينا فرق متخصصة تتابع طريقة التطبيق، وتقيس كفاءة المنتج في الحقل، وتقدم النصائح اللازمة للمزارع لضمان أفضل النتائج. هذه المتابعة المستمرة هي ما خلق الثقة بيننا وبين المزارعين، لأنها تعني أن المزارع لا يشتري منتجًا فقط، بل يشتري خدمة كاملة تبدأ بالنصيحة وتنتهي بالحصاد.
◀ ما هى رسالتكم للشباب فى مجال الحلول الزراعية؟
رسالتي للشباب أن النجاح في الزراعة، مثل أي مجال آخر، يحتاج إلى العلم والعمل معًا. أوصيهم بأن يحرصوا على التعلم المستمر، وأن يشاركوا في الدورات التدريبية، وأن ينزلوا إلى الحقول ليكتسبوا خبرة عملية.الطريق لن يكون سهلًا، لكنه يحتاج إلى الصبر والاستمرارية. ومن يلتزم بالعلم والعمل معًا، سيجد لنفسه مكانًا مميزًا في هذا القطاع الحيوي. أؤمن أن الشباب هم مستقبل الزراعة في مصر، وأن أمامهم فرصًا هائلة إذا أحسنوا استغلالها.
◀ في ظل ما نراه من انتشار الغش في سوق المبيدات والأسمدة، كيف يمكن مواجهة تلك الظاهرة؟
هذه قضية خطيرة تمس الأمن الغذائي للمواطن المصري. رسالتي الأولى للمزارع أن يتعامل فقط مع الشركات الموثوقة والمعروفة، وألا يغامر بشراء منتجات مجهولة المصدر قد تضر بمحصوله أو بصحته.
رسالتي الثانية لكل من تسوّل له نفسه الغش: اتقوا الله في أكل المواطن المصري، فهو أبوكم وأخوكم وابنكم. الغش في المبيدات والأسمدة لا يضر المزارع فقط، بل يضر المجتمع كله، لأنه يؤثر على صحة الإنسان وعلى سمعة الزراعة المصرية في الداخل والخارج.
القضاء على هذه الظاهرة يحتاج إلى وعي المزارع من جانب، وتشديد الرقابة من جانب آخر، ونحن نؤمن أن المسؤولية مشتركة بين الدولة والشركات والمزارعين.
فى النهاية تحب لمن تقدم الشكر ؟
احب ان اتقدم بالشكر لفريق العمل التابع لشركتنا وعلى رأسهم المهندس أسامة القصبى مدير البحث والتطوير بمجموعة ايفول ولسعيه الدائم فى خلق جو عظيم داخل المجموعة وانتشاره المستمر لدى المزراعين .
