في دراسة للفتنة الكبرى” تحالف رغبات الراغبين”، في اختراق العقول الإبداعية،الإبتكارية و فتح المجال أمام إباحة التفاهة. اخترت أن أتخذ موقفا أخلاقيا، لا ينطوي على إشكالات متوهمة، كما قررت أن أستبعد كل الكتابات النابعة من مقاصد دفاعية أو سجالية في زمن أصبح فيه المؤثر حجة، سواء كان مسؤولا أو رجل دين أو ملحدا أو من النخبة المثقفة أو من التافهين. لا ريب في أننا لا زلنا أمة تسخر من معيشها و مصداقيتها الأمم. نصفق للفاسد دون قلق، رغم أنه ينهب الخيرات دون عرق، و يستيقظ من نومه دون أرق، حظه في البلاد، أن القوانين هي حبرا على ورق. في زمن تحولت فيه معادلات صناعة القرارات الناجعة من أجل التغيير إلى أزمة تأثير و ضعف في التأطير. هكذا أصبحنا أمة ضعيفة خارج الزمن تملك قطاع الغيار ولم تستطيع صناعة محرك للنجاة يدفع بها نحو بر الأمان من الضفة الأخرى. إذ، لو استطعنا تبني الأفكار الإيجابية بجديتها أو برفض المناهضين لها أو بانتقادها من غرض خلق إبداع يبرهن على وجوده في الزمن،لما تمردنا على ذواتنا و انصاع الجميع وراء الأفكار الوراثية التي تعيق في كثير من الأحيان انسجام النواميس الكونية والأفكار التي يحملها الفرد بعيداً عن الإنتماء المذهبي أو الإيديولوجي. حيث صارت ظاهرة الأولوية لمن يبادر في نشر المعلومة بمثابة تحديات و استثناءات و عصيان مباشر و عقبة تحول بين العقل و الرؤية المتبصرة للحقيقة. ومن أسبابها: – الفقر المذقع – الاستبداد السياسي المستشري في الأوساط العربية – التدين الطقوسي الذي يمثل جزء كبير من الشعائر السطحية و اللاأخلاقية في طقوس وثنية وعقائد شركية تؤطرها الدولة، حيث تسهر على تمويل لوبي الفساد من تجار الدين الذين يشرفون على هذه الطقوس. فالغاية من ذلك هو استغلال العقول الضعيفة من أجل نشر التضليل والابتعاد عن الدين و خلق التفرقة بين العشائر. هذه التلازمات الثلاثة أدت إلى ما يُسمّى مواسم التدين الشعبي الذي انتشر بشكل سريع في السنين الأخيرة. لكن رغم أن العقل البشري له قدرة كبيرة على استيعاب الحقائق انطلاقا من التكوين العلمي الذي لا يمس بالمعتقدات ولا بالتاريخ الشخصي، فإنه يعاني من عدة عقبات قد تعيق رؤيته بوضوح. هذه العقبات إما أن تكون داخلية (نابعة من الفرد نفسه) أو خارجية (نابعة من البيئة أو المجتمع). منها: – التحديات المعرفية – الهوى والرغبات الشخصية – الجهل – نقص المعرفة – الخوف – السلطة و الهيمنة – العادات و التقاليد – العاطفة و الإنفعالات – الكسل العقلي أو التسليم بالمعتقدات المخالفة والشعوذة لذا،غالبا ما لا يمكن حجب الحقيقة بسبب غموضها ، بل بسبب الستار المزيف الذي نلفه حول عقولنا. ولكي نتمكن من رؤية الحقيقة بوضوح، نحتاج إلى: التواضع الفكري المتزن. الرغبة في التعلم بالطريقة الصحيحة و المحايدة. الشجاعة في مواجهة الذات كطاقة سلبية تفرز العوارض. القدرة على المراجعة الذاتية من خلال الشك بالمسلمات. .البنّاءة لضبط النوازل في حدود آليات المناهج العلمية