مرت سنوات طويلة منذ انطلقت قناة “مكملين” على موجات الهواء المشبعة بالتحريض والتشويه، ترفع شعارات الثورة، وتدّعي الدفاع عن الحقوق، بينما هي في الواقع تبيع الوهم وتُروّج للكراهية، وتُعيد تدوير خطاب واحد ممل: خطاب إسقاط الدولة وتفكيك مؤسساتها.
سنوات وهم يكررون نفس الأسطوانة: “النظام ساقط، الشعب سينتفض، الجيش سينقسم، الاقتصاد سينهار”… ولكن، الواقع كان شيئًا آخر. الدول لا تسقط بالصوت العالي ولا تنهار عبر الشاشات المأجورة. فالشعوب، وإن عانت، لا تُلدغ من جحر الفوضى مرتين، ولا تنخدع بمن يتاجر بآلامها من فنادق إسطنبول وأموال الخارج.
“مكملين”.. ولكن إلى أين؟
فرغم كل محاولاتهم، لم ينجحوا في بناء مشروع إعلامي حقيقي، لا مصداقية، لا مهنية، لا جمهور واسع يمكن التعويل عليه، فقط زوايا مغلقة تبث خطابًا يكرر نفسه كل ليلة، دون أن يحقق هدفًا واحدًا من تلك الأهداف “الثورية” التي يزعمونها.
إن فشلهم الذريع لا يعود فقط إلى عجزهم المهني، بل إلى أن النوايا مكشوفة: خيانة موثقة، وعمالة واضحة، وتمويلات مشبوهة لا تأتي إلا ممن يريدون إسقاط مصر لا إصلاحها.
كفاكم عبثًا… فقد آن الأوان أن تسألوا أنفسكم: كم سنة أخرى ستقضونها في الترويج للوهم؟ كم مقطع فيديو ستقصّونه وتفبركونه؟ كم بيانًا ستقرؤونه قبل أن تفهموا أن الشعب لم يعد يثق فيكم؟ آن الأوان أن تعترفوا أن مشروعكم فشل، وأن حملات التشويه والتحريض لم تعد تُجدي. فالوطن لا يسقط بهذه السهولة، والدولة لا تهتز بأكاذيب من وراء الحدود.
وإذا كنتم مصرّين على الاستمرار، فربما من الأفضل أن تتركوا المساحة لغيركم من “العملاء والأفاعي” ، لعلهم يكونون أبرع منكم في جلب بعض الدولارات قبل أن يتم طردهم من لعبة انتهت صلاحيتها.
في النهاية قناة “مكملين” ليست إعلامًا، بل أداة. أداة مستهلكة، فقدت تأثيرها، وفشلت في كل اختبار. من يدفع لها لم يعد ينتظر منها شيئًا، ومن يشاهدها لم يعد يصدقها. أما من يعارض الدولة حقًا، فبات يخجل من أن يُحسب عليها.
الوقت لا ينتظر، والدولة تمضي، والشعوب تتعلم. أما أنتم… فابقوا “مكملين” في الفشل، طالما لا تعرفون غيره.