كتبت نجوى نصر الدين في الماضي كانت الفجوة الثقافية بين جيلين نوعاً ما مقبولة والحوار بينهما كان يحوي نقاط تشابه متعددة والاختلافات لم تكن جذرية متعمقة ولكنها اختلافات بوجهات النظر نتيجة التطور والانفتاح الذي نعيش فيه!!! ولكن ما يحدث الآن هو انفصال تام بين الأجيال، اختلافات جوهرية في نقاط أساسية ومهما حاولت أن تزرع المبادىء والأخلاق التي تربيت عليها تشعر أن هناك فجوة عميقة تتعلق بالأسس الاجتماعية والدينية والثقافية . العالم أصبح في متناول اليد والانفتاح الواسع سيف ذو حدّين، فتح آفاق عديدة وأغلق مبادىء راسخة. أنا لا أنكر أهمية التربية والمنزل والأهل ولكن المجتمع والمحيط له بصمة واضحة في هذا الجيل ومهما حاولنا التغاضي عنها لا بد للحوار الجاد والهادىء ان يكشف لنا جوانب عديدة لم نكن ندرك وجودها. يجب أن نكون صريحين وواقعيين مع أنفسنا حتى نستطيع أن نستوعب ما يحصل حولنا ونتعامل معه ونعالجه لنخرج بأقل الأضرار . السوشال ميديا والعالم الرقمي والتكنولوجي أبرزوا لنا مفاهيم حاولنا الإغلاق عليها ولكننا الآن مجبورين أن نناقشها مع أولادنا على أمل ان نعطيهم الصورة الحقيقية بدل أن تصلهم مرتبة ومنمّقة لتدخل قلوبهم وعقولهم دون أي توضيح أو تفسير. كونوا منفتحين وراقبوا من بعيد وحاولوا مصادقة أولادكم وفتح الأبواب أمامهم وتقبلّوا فكرة الاختلاف واستوعبوا الفارق الزمني والثقافي واطلبوا المساعدة في حال عجزتم عن إدارة الحوار فهناك أناس مختصون في هذا المجال ولكن حاذروا أن تغمضوا أعينكم ظنّاً منكم أن مسؤوليتكم في التربية قد اكتملت فأنت تربّي ولكن المجتمع والانفتاح والأصدقاء لهم الأثر الأكبر واذا كانت أفكارهم تختلف عن أفكاركم ومبادئكم هذا لا يعني بانكم فشلت بل بالعكس أولادك حين تربيّهم على الحرية والثقافة والانفتاح يصبحون واعيين لكل ما حولهم ولكن دوركم هنا يكمن في محاورتهم لمساعدتهم على فلترة ما يلقي عليهم هذا العالم من أفكار ومعتقدات جديدة قد تكون مفيدة أو هدّامة ! حاولوا إغلاق هذه الفجوة قدر الإمكان والأهم لا تلوموا انفسكم أو تلوموهم فهم جزء من هذا العالم الواسع والإغلاق التام عليهم قد تكون نتائجه أسوأ بكثير فكونوا معتدلين واذكياء في تقريب وجهات النظر ! تحياتي نجوى نصر الدين