كتبت نجوى نصر الدين إنها واحدة من أكثر قضايا الاغتيال غموضًا وتأثيرًا في التاريخ الحديث اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، مع تسليط الضوء على البُعد المتعلق بمفاعل ديمونة النووي والعلاقة المحتملة مع “اللوبي الصهيوني”. اغتيال كينيدي: الرصاصة التي أرعبت الحقيقة في ظهيرة الجمعة، 22 نوفمبر 1963، دوّى صوت ثلاث رصاصات في مدينة دالاس بولاية تكساس. وبعد لحظات، كان الرئيس الأمريكي جون كينيدي قد فارق الحياة، بينما العالم يتابع بذهول واحدة من أشهر عمليات الاغتيال في العصر الحديث. لكنّ ما لم يسمعه كثيرون كان أقوى من الرصاص: صراعٌ خفيّ بين كينيدي و”الدولة التي لا يُسأل سلاحها” — الكيان الصهيوني. البداية: كينيدي وديمونة في مطلع الستينيات، بدأت الإدارة الأمريكية تلاحظ نشاطًا نوويًا مريبًا في صحراء النقب، حيث بنى الكيان الصهيوني منشأة ديمونة النووية بمساعدة فرنسية. ومع اتساع الشكوك، كان الرئيس كينيدي من أوائل الزعماء الغربيين الذين شعروا بخطر حيازة هذا الكيان لسلاح نووي. في رسالة رسمية مؤرخة في 5 يوليو 1963، وجّه كينيدي طلبًا صريحًا إلى رئيس وزراء الكيان آنذاك ليفي إشكول، يُصرّ فيه على إدخال مفتشين أمريكيين إلى مفاعل ديمونة بشكل دوري ومنتظم. وأرفق طلبه بتهديد صريح: إمكانية قطع المعونات المالية والعسكرية في حال الرفض. هذا الطلب لم يكن مجرد إجراء تفتيشي روتيني. بل كان أول تحدٍّ مباشر للهيمنة الصهيونية على السلاح النووي في الشرق الأوسط. وهو ما لم يُغفر. بعد أقل من خمسة أشهر على الرسالة، سقط كينيدي برصاص قناص مجهول. أُلقي القبض على لي هارفي أوزوالد بتهمة الاغتيال، لكن قُتل بعد يومين فقط، على الهواء مباشرة، على يد رجل يُدعى جاك روبي، الذي كان يملك علاقات غامضة مع شبكات مافيا ذات صلة بالكيان الصهيوني. ماذا يعني هذا؟ أن الرواية الرسمية القناص المنعزل بدت دائمًا كقصة مرتبة بعناية لدفن قضية أخطر: هل اغتيل كينيدي لأنه تحدى المشروع النووي الصهيوني؟ ما وراء الستار: المخابرات واللوبي الوثائق الرسمية المرتبطة بالقضية تجاوزت 85 ألف ورقة، وظلّت أجزاء ضخمة منها محجوبة لعقود. حتى عندما وعد دونالد ترامب بفتح الملفات كاملة، تراجع لاحقًا، معللًا الأمر بـ”ضرورات الأمن القومي”. السؤال البسيط هنا ما الذي قد يُشكّل خطرًا على الأمن القومي بعد أكثر من 60 عامًا على الاغتيال؟ الجواب المحتمل: تورّط مؤسسات كبرى — ربما تشمل الـ CIA والـ FBI — في التغطية أو حتى التواطؤ، وربما بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي. منذ اغتيال كينيدي، لم تتجرأ أي إدارة أمريكية على الضغط الجاد فيما يخص مفاعل ديمونة أو المشروع النووي الإسرائيلي. أصبح “الملف النووي الإسرائيلي” من المحرمات السياسية، ورُفِعت الحصانة عن كل من يحاول المساس به. النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة لم يعد خافيًا: تحكم قوي في أجهزة الإعلام. نفوذ واسع في البنوك وأسواق المال. علاقات متشابكة داخل البنتاغون والبيت الأبيض. دعم مطلق من جماعات الضغط في الكونغرس، على رأسها AIPAC. باغتيال كينيدي، لم يُقتل رئيس فقط، بل أُغتيل مبدأ استقلال القرار الأمريكي في قضايا ترتبط بإسرائيل حادثة اغتيال جون كينيدي ليست مجرد لحظة تاريخية مشحونة بالدموع، بل هي نقطة مفصلية لفهم علاقة أمريكا بالكيان الصهيوني. القاتل ليس فقط من ضغط الزناد، بل من أراد إسكات رئيس أراد أن يقول “لا”. وربما لهذا السبب، ستبقى “رصاصة دالاس” طائشة في وجه الحقيقة… إلى الآن لا ولن يجرؤ أحد على فتح الملف الأخير. تحياتي نجوى نصر الدين