حذر الداعية الإسلامي أحمد عبد الواحد من التأثيرات العميقة لمنصات التواصل الاجتماعي على تشكيل وعي وسلوك الأجيال القادمة، وذلك في سياق تحليلاته المستمرة للتحديات المعاصرة، ومن خلال محاضرة له تناول فيها قضايا التربية الحديثة وتحديات العصر الرقمي.
وأكد عبد الواحد أن هذه المنصات، رغم ما تقدمه من فرص للتواصل ونشر المعرفة، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تُعيد صياغة القيم الاجتماعية والثقافية لدى النشء بطرق قد لا تكون إيجابية.
وأشار إلى أن التعرض المستمر للمحتوى الرقمي المتنوع، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكير الأطفال والمراهقين، وقدرتهم على التمييز بين الحقائق والأوهام.
كما لفت الداعية الانتباه إلى قضايا مثل “فقاعة الفلترة” (Filter Bubble) و”صدى الصوت” (Echo Chamber) التي تخلقها الخوارزميات، ما قد يؤدي إلى عزل الأفراد عن وجهات النظر المختلفة ويُعزز الانغلاق الفكري.
وأعرب عن قلقه من تأثير “ثقافة المظهر” والسعي وراء الإعجابات والشهرة على تقدير الذات لدى الشباب، ما قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية خطيرة.
ودعا عبد الواحد الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمعية إلى ضرورة تبني استراتيجيات فعالة للتوعية والتربية الرقمية، لتعليم الأجيال الجديدة كيفية التعامل بذكاء ومسؤولية مع هذه المنصات.
وطالب بضرورة غرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس النشء كحصن منيع ضد التأثيرات السلبية، مع تعزيز مهارات التفكير النقدي لديهم ليتمكنوا من فلترة المحتوى والتمييز بين المفيد والضار.
وتأتي تحذيرات عبد الواحد لتضاف إلى دعوات خبراء التربية وعلم الاجتماع حول العالم، الذين يؤكدون على أهمية إيجاد توازن بين الاستفادة من مزايا التقدم التكنولوجي وحماية الأجيال القادمة من مخاطره المحتملة، بما يضمن بناء مجتمع واعٍ ومستنير.