كتبت نجوى نصر الدين أنت تحتاج رفيقًا حتى وإن كنت نبيًّا” تعلمنا من دروس الهجرة: أنك تحتاج رفيقًا حتى وإن كنت نبيًّا في الهجرة النبوية دروس لا تنفد، وكل محطة من محطاتها تحمل دلالة باهرة، وحكمة تشع في كل زمن، مهما طال البعد عن الحدث. ولعلّ من أبلغ هذه الدروس تلك اللحظة التي غادر فيها النبي محمد ﷺ مكة، لا وحده، بل ومعه صاحبه في الغار: أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه. أنك تحتاج رفيقًا، حتى وإن كنت نبيًّا. هذا الدرس وحده يختصر فلسفة الإنسان في علاقته بالآخر، ويهدم أوهام الاكتفاء الذاتي والتفوق المنفرد. النبي ﷺ الذي يوحى إليه من السماء، ويُسدَّد بالرعاية الإلهية، لم يكن بحاجة مادية إلى من يرافقه في طريق محفوف بالخطر، لكنه مع ذلك اختار أن يصطحب أبا بكر معه، لا من باب الحاجة الجسدية فقط، بل لأنّ القلب البشري، في لحظات الغربة والمطاردة، يحتاج إلى من يؤنسه، من يصدّق عليه الحزن ويشاطره الدعاء. رفقة النبي بأبي بكر لم تكن صدفة عابرة، بل كانت اختيارًا مقصودًا يدلّ على أن القيادة لا تستغني عن الصحبة، وأن أعظم المهمات لا تُنجز إلا بجناحين: صاحب الرؤية، وصاحب الوفاء. حين دخلا الغار، وخاف أبو بكر من أن يُبصرهم المشركون وهم فوق رؤوسهم، لم يُعاتبه النبي ﷺ، بل قال كلمته التي حفظها التاريخ: “لا تحزن إن الله معنا”. وكأنّه يقول: رفيقك لا يجب أن يكون خارقًا، بل بشرًا يخاف ويحزن، يكفي أن يصدق النية، ويؤمن بالمعية. في زمنٍ يُمجّد الفردية ويزرع في النفوس أن النجاح يعني أن تتقدّم وحدك، تأتي الهجرة لتقول: لا، ليس هكذا تُبنى الرسالات، ولا تُعبر الصحارى. الطريق طويل، والنفس تتعب، والخوف يُطاردك أحيانًا لقد تعلمنا الكثير من الهجرة النبوية تعلمنا الصبر على الشدائد والتخطيط وعدم الارتجالية تعلمنا الهجرة اذا ضاقت بنا الأرض والبحث عن مكان آخر للتخلص من العناء تعلمنا حب الوطن والانتماء اليه وأشياء كثيرة لايسعنا المقال لذكرها فلنقتدى بسيرة النى العدناني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحياتي نجوى نصر الدين