منذ أن وطأت أقدام *الصهاينة* الأراضي الفلسطينية، ولن أتحدث عن الكيفية التي أتوا بها من الشتات والتيه، فالجميع يعلم ذلك جيدا، صغير وكبير، شيخ وشاب، فتاة أو سيدة كهلة في كل أرجاء المعمورة.
لن أتحدث عن كيفية احتلالهم *للأراضي الفلسطينية* وتقسيمها وبناء المستوطنات على هذه البقع المباركة.
*ولكن سؤال* الذي ينبغي أن أطرحه على الجميع، من الدولة التي أخذت على عاتقها تحمل مسؤولية الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية، من الدولة التي جيشت الجيوش في عام *1948* ، ووقفت قادة وشعبا بكل ما أوتوا من قوة في وجه هؤلاء الطغاة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
*من الدولة الوحيدة التي لولاها لانتهت القضية الفلسطينية،*
ولأصبحت كل أراضي فلسطين تحت وطأة الاحتلال الغاشم الذي جل همه وهدفه الرئيس التوسع في بناء المستوطنات، لا من أجل احتلال أرض فقط، وإنما لمحو *الهوية العربية* والإسلامية للتمكين لمشروعاتهم الحالمة وتحقيق بروتوكولات حكماء آل صهيون وتهويد الهوية العربية والإسلامية، وتفريغها من مضمونها.
*فأصبح الأمر مختلفا تماما، فلم يكن الصراع صراعا حدوديا وإنما بات صراعا وجوديا.*
ومن هنا أخذ الشعب الفلسطيني على عاتقه بعدما أدرك حجم *المؤامرة* الخطيرة التي دبرت بليل أو في وضح النهار له، وبعدما أدرك تمام الإدراك من معه في مواجهة هؤلاء الطغاة ومن ضده، وبعدما أدرك وعلم علما يقينيا من خان وطبع وتواطأ وساعد عدة وعتادا ومن تخاذل وآثر الانبطاح من أجل سلامته.
أدرك *الشعب الفلسطيني* أنه لن يكون هناك خلاص من هذه الطغمة الجاثية على القلوب، المدنسة لأراضيهم المقدسة، المعتدية على المرابطين والمرابطات في باحات وساحات *المسجد الأقصى* .
*أدرك الشعب أن ليس ثمة خلاص إلا بأيديهم وبمقاومتهم الباسلة، مدعومة بمن ؟!*
أتدرون *القضية الفلسطينية* مدعومة بمن، بمصر الكنانة، نصيرة الأمة العربية والإسلامية، جسد الأمة وقلبها النابض بالحب للجميع.
نعم أدرك الفلسطينيون من معهم ومن عليهم، أدركوا أن مصر قيادة وشعبا عبر مراحل الاحتلال منذ بدايته إلى الآن، أدركوا أن م *مصر هي التي تصدت سياسيا* وهي التي قادت مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النيران في كل العمليات العسكرية التي سبقت *طوفان الأقصى* ومنع الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتهجير الفلسطينين من أراضيهم.
*فمن الذي قال لأمريكا سيناء خط أحمر* ، من الذي أوقف هذا المخطط الشيطاني لتهجير أهل غزة من أراضيهم.
*من الذي دعا إلى قمة عربية طارئة في مارس الماضي* ، من الذي أطلق عبارات باتت حيز التنفيذ *لا للتهجير ، نعم للإعمار.*
*من الذي ذهب لقمة العراق* وغرد منفردا وزائر زئير الأسود ، مرات ومرات، لا للتهجير، نعم للإعمار، إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس المبارك وإلا فلن يحل سلام فى المنطقة.
*من الذي أربك حسابات الصهاينة خلال مناورات عسكرية مع الصين، وغيرها من الدول الكبرى.*
أين كان البعض الذى يدشن الآن *أسطولا من السيارات* وتتجه إلى غزة من أجل رفع الحصار، ما سمعنا لكم صوتا من قبل في لقاءات القمتين.
*نحن لا ندخل في نوايا البشر، ولكننا نحلل تحليلا سياسيا دقيقا بعين المستبصر القارئ للمشهد برمته.*
*فمنذ السابع من أكتوبر 2023م* لم نسمع لكم صوتا، اللهم إلا من خلال قصوركم حتى إعلامكم لم نجدكم تتحدثون فيه عن موقف واضح وصريح، لم نسمع أنكم تواصلتم مع قادتنا في مصر لإيجاد حل لوقف حرب الإبادة، أم ألجمتكم أمريكا.
*لكن أقولها للجميع، احذروا فلدينا من المؤسسات الوطنية ما يكفي لكشف مخططاتكم إن كانت هناك مخططات* .
*وليعلم الجميع أننا ملتزمون بكل ما تقرره مؤسساتنا، فلا دخول لأراضينا إلا بتصاريح مسبقة* وبطلبات تفحص فحصا دقيقا ، فمصر دولة ذات سيادة ولن يستطيع العبث بهذه السيادة كائن من كان.
وأقولها وأكررها، فيا شعب فلسطين، فلتعلموا جميعا من معكم ومن وقف بجواركم وهذا ليس منا من أحد، وإنما حقكم على العرب جميعا، ولتعلموا أن مصر منذ *أول طلقة* *أطلقت في السابع من اكتوبر ولم تتوقف عن دعمكم سياسيا،*
*أمن مصر القومي خط احمر* *ولن يستطيع أي شخص أو جماعة أو دولة دفع مصر لمواجهات عسكرية تنال من أمنها وسيادتها*
*السؤال الأبرز* ماذا سيحدث لو سمحت مصر لقافلة تونس بالعبور عبر أراضيها ووصولها سيناء وتعرضت القافلة لإطلاق نيران الاحتلال ؟؟؟
*هنا فقط* .. *سترد مصر وبقوة غاشمة لحماية سيادتها* *وهنا ستسقط الأقنعة وستقف مصر وحيدة في مواجهة كل الدول دون إستثناء* .
*تحيا مصر وستظل صامدة عبر التاريخ بفضل قوة وتماسك شعبها خلف قيادتها السياسية ومؤسساتها*