للكاتب : الدكتور صلاح سلام إعداد : عادل شلبي صديقي يسري الكاشف ابن مدينتي البسيطة الحزينة” العريش ” تركها منذ اكثر من اربعة عقود حالما بعالم اخر بعد ان طحنته الحياة والغربة في زمن الاحتلال فعاش وحيدا في معسكرات الشباب بلا اهل ولا وطن تضربه ليالي القاهرة وتسحقه الة الزمن فالاسرة في الارض المحتلة في سيناء الحبيبة ويرفع رأسه ليجد والده سجينا في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣ هو وثلة من الرفاق حيث كانوا ابطال خلية اللاسلكي التي جعلت سيناء كتابا مفتوحا امام القوات المسلحة قبل عصر الاقمار الصناعية، ثم تشاء الاقدار ان يستقبل اباه بعد الانتصار والافراج عنه في صفقة تبادل الاسرى وبعدها بسنوات تعود سيناء بعد معاهدة السلام ليراها من جديد ولكن لم يمض فيها عهدا بل فقط حضن اللقاء ثم سفر طويل الى الوطن الثاني الجديد، هولندا والذي منحته ارفع وسام ملكي “بدرجة فارس” ليتوج به رحلة طويلة امتزج فيها العمل بالالم والامل ودموع الفراق بفرحة اللقاء وعقبات كئود ونجاحات سجلتها صحائف، استحق عنها هذه الجائزة الكبرى، فهنيئا لنا بهذا التتويج ، وما اجمل ان يكون لك صديقا على الجانب الاخر من ذلك البحر المتوسط الكبير ويطل برأسه على المحيط يلوح بكلتا يديه اقبل ههنا نحن ياصديق العمر نرفع رايات الشرف والنبل والخلق القويم ههنا الفرسان، يضحك لهم الزمان، فلم يفت ياصديقي الاوان ، نعم في بلد ” الفرنجة ” يعرفون قيمة الانسان .