كتبت نجوى نصر الدين عيد الأضحى حين يُولد النور من الأضاحي في زمنٍ تزدحم فيه الأيام بالمادّة وتُنسى القيم، يأتي عيد الأضحى ليذكّرنا بما نحتاج إليه جميعًا: الإيمان، والعطاء، والسكينة. ليس العيد لحظات بهجة عابرة فقط، بل هو وقفةٌ على جبل عرفات، وتأملٌ في معنى الفداء، واستحضارٌ لقصة الإيمان الكبرى التي خطّها إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، حيث بلغت المحبة لله ذروتها، وبلغ التسليم منتهاه. عيد الأضحى ليس احتفالًا بطقسٍ، بل احتفالٌ بالإنسان حين يسمو، وحين يضع ما يحب على محراب القيم، ويقول: “لبيك”. في هذا العيد، تتجلى الرحمة في تقاسم الأضاحي، والمحبة في صلة الأرحام، والطمأنينة في السجود الذي يلي التكبير. فكل عامٍ وأنتم تُضحّون بالضغينة لتربحوا السلام، وتفدون الأحقاد بالصفح، وتُحيون في دواخلكم إنسانًا أقرب إلى الله وأقرب إلى البشر. كل عامٍ وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم وعلى من تحبّون بالخير والبركات. نسأل الله أن يجعل أيامكم طُهرًا وسرورًا، وأن يرزقكم من فيض كرمه فرحًا لا يزول، وسكينة لا تغيب، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن الواقفين بعرفات دعاءهم، وأن يجعل من عيدكم بداية نورٍ جديد في مسيرة أرواحكم. عيدكم مبارك، وتقبّل الله طاعاتكم، وأضحى مبارك على قلوبكم النقيّة. تحياتي نجوى نصر الدين