أحدث المستجدات الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وبعض دول شمال إفريقيا في أفق 2030. براغماتية تنافسية عالمية تخوضها الدول العظمى: تطورات استراتيجية خطيرة على المستوى الجغرافي. غزو، استيطان، صفقات رسمية في سرية تامة، بغرض بسط النفوذ و توسيع رقعة الأطماع، ثم فرض السيطرة على المنطقة واستغلال مواردها الطبيعية، بذريعة ربط أصول المقاربة التاريخية بين الماضي و علاقته بالأرض العربية التي احتضنتهم من بطش النازية. يقومون على تغذية طوفان قادم سيثير غضبا عارما: – عملية تمويه و استيطان مباشر. – الإستعانة بعملاء الداخل في تمرير رسائل خطيرة تخدم أجندات من شأنها زعزعة الاستقرار. – الإستفادة من ملكية الأراضي الزراعية بحجة التشاركية وتبادل الخبرات في مجال الاستثمار الفلاحي المرهون. – إنشاء مرافق سياحية داخل المدن و على الساحل. المنطقة تشتعل، تعيش ارتباكا و فوضى في اتخاذ القرارات. لذا أصبح الموضوع على شكل بناء رواية: شخصيات، موضوع، سير الأحداث، الزمن المكان، العقدة، الحل ثم الخطاب السردي السري الطويل المحبك. فعلا هناك ضغوطات و رغبة شديدة و طموحات كبيرة في استدعاء التاريخ لإيجاد مقروئية لأحداث التوغل والتوسع في هاته المناطق. حيث يلبسونها ثوب التطبيع، و يرصعون أحداثها بوقائع تاريخية مزيفة، لكن هذا لا يمنع من وجود بصمة الغدر. لقد أظهرت الدراسات الاستشرافية مدى تفعيل عدة عمليات تنزيل و استيطان واستنفار في الخفاء، دون سند أو مرجعية قانونية، وذلك في صراع مع الزمن قبل اكتشاف أمرهم على الواضح. إنه الزحف الملغوم و الاجتياح الموازي من أجل مستقبل استيطاني شاسع، يعمل على بيع الأمل بالتقسيط، ثم يُطالب بالصبر نقدًا. هنا تظهر علامات الإهانة و المذلة بالمجان لأمة عربية لا زالت في سباتها العميق، تعيش بين الجهل و من يسهر على حراسته. تسلط عليها شعب يبدع في الإنكار،الإسقاط، التبرير، التقمص و طلسمة الذهن و إلهائه عن الدراية السوسيو إجتماعية و إشغاله بالحق و الباطل، مقدس أو غير مقدس، فيصنعون من الحمقى أصحاب قرار ،ثم يستغربون من أين أتى الخراب. هكذا تنتهي بعض المواقف، لأن بعضهم تعبوا من كونهم الطرف العاقل دائماً، لأن تركيزهم كان منصبا على النتائج العملية وأثرها على فكر ومعتقدات الخصم. لذا هل يمكن للموروث الشفاهي أن يكون عنصرًا فعالا في تكوين الشخصية الفردية التي أصبحت تقر عن الإفلاس العقائدي و الإيديولوجي، الذي يفسر العجز السياسي والإقتصادي والفكري بسبب خلل ما في هرم المنظومة. لهذا أصبح العقل العربي يتبنى نظرية المؤامرة ليعفي نفسه من مهمة التغيير. فأيهما الأصح في البقاء، التقارب السلمي أم التقارب الإنتقامي؟ إنها إستراتيجية الإلهاء التي تعمل على تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة و التغييرات التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية، كما تلعب دور المسيطر على عقول الشعوب الغبية بسهولة من أجل التحكم و زرع الخوف، وإقناعهم بأن خطرا ما يهددهم، وذلك لطلب الحماية حتى ولو كان الثمن حريتهم. في الأصل ما هي إلا آليات يستعملها العدو لإرهاق الشعوب وإخضاعها على الاستسلام أمام فظاعة الغزو الإقتصادي من ارتفاع ضريبي وفرض الرقابة وسلب الحقوق. في حين الجميع يصفق، ظنا أنهم تمكنوا من إنقاذ أنفسهم من جحيم قادم.