كيف ترى تأثير الديوان الشعري العالمي على الثقافة المصرية؟ لا غرو بأن الثقافة المصرية المعاصرة تهتم بإثراء لغة الضاد والازدهاء بها في العديد من المحافل الدولية، طرأت بعض التغيرات منذ نشأة العولمة و الميكروكوسم أو الكون المصغر للقرية العالمية الصغيرة، في ظل التجذر الشعري الحادث والتجذر عن الموسيقى الشعرية للشعر الموزون والمقفى كما في الشعر العمودي وشعر التفعيلة منذ منتصف التسعينات، انبرت أجناس شعرية منبثقة من الشعر الحر، انبرت قصيدة النثر التي تأحذ منحنى (سردية الشعر).. لكنها لا تحيد عن الصورة الشعرية والإلهام الشعري والصورة الداخلية للشاعد المبدع، قد تحيد بعض الأحايين عن إحداث جرسا لموسيقى الشعر الظاهرية والضمنية، شعر العامية والكلمة السائغة على لسان المواطن البسيط هو الأكثر شيوعاً بيننا – خاصة – أنه اصبح هناك إطار لقواعد لشعر العامية بالشكل المستحدث من حيث الرشاقة واللباقة واللياقة اللغوية ووضوح وسمو الرسالة التي تحملها، انبثق منه فن الواو الذي يشبه الجناس التام والناقص في نهاية السطور الشعرية، العالم بأسره تأثر بتلك الطفرة في الأدب من حيث التماهي مع لغة السرعة والإيجاز، زد من الشعر بيتاً من الجمال والتأطير المحمود الذي سرى في نسيجنا الآن.. الشعر العالمي كذلك اصبح يركن Free verse للشعر الحر والابتعاد عن قيد الوزن والرباعيات والسونيتا والمعلقات، هي حالة أدبية انتابت العوالم وفي حالة تباديلة هذه الإونة.
ما هي المواضيع التي تناولتها في أشعارك في الديوان؟ المواضيع التي تناولتها في ديوانين نشرا منذ عاو 2024 وهذا العام 2025 هي إعادة تموضع الانسانة على الخارطة الانسانية، بيد أن بدايتي كانت مع حديث نفسي مع بيارق الشعر وكانون الأوهام إلا أني في آخر كتاباتي التي أعتز بها هي(مثالب إنسانية) بالتطرق لتلك العيوب وذاك العوار الأخلاقي والانفلات عن جادة الصواب، الشعر الذي أكتبه شعر نثري بسمحة من سطور شعر التفعيلة، أحاول وضع جسر بين الأصالة والحداثة، ولكني أتأثر بمدرسة الحداثة ومابعد الحداثة التي انبرت بعد الثورة الصناعية، من الشعراء الأجانب متحدثي الانجليزية الذين أتوق لكتاباتهم وتأثرت بهم أيضا: وليام وردثورث-بيرسي شيلي-إميلي ديكنسون-إليوت- وليام ييتس-روبرت فروست.
كيف ترى دور الشعر في التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية؟ الشعر هو مرآة المجتمع، هو روح السياق المجتمعي وكلمة لها وزنها وهو الفن الخامس، منذ عصور الجاهلية لما كان سوق عكاظ محط مباراة الشعراء، نحن مفطورون بسجيتنا العربية على الشعر، وليس على غرار المجتمعات الأجبنية ربما يكون الأمر منوطاً بصفوة المجتمع، الشعر بالنسبة لأمتنا هو لسان حالنا نصوغه في شكل عمل إبداعي يحدث جرسا يستقر في الوجدان. ما هي التجربة الأكثر تأثيرًا بالنسبة لك في كتابة أشعارك في الديوان؟ التجارب التي أثرت في سطوري الشعرية هي الحالة السائدة في ربوع العالم، تلك القتامة وغياب الضمير البشري، حالة الاستلاب النفسي الذي وأد القيم والمبادئ في هذا العالم المادي الذي تحكمه القوى المهيمنة و شريعة الغاب، ربما يكون الخيال الذي نرتجيه هو الملاذ الأخير ونستعير منه واقعنا، ربما هي أحلام مؤجلة أرجئُها ريثما نحترم ذاتنا الإنسانية.. حينذا سيكون للشعر طلاوة ولحروفنا الشواهق رفعة وأنفة.