كتبت نجوى نصر الدين وطنى مصر مصرُ يا أنشودةَ الدهرِ وأغنيةَ الوجود، يا زهرةً أبديةً نبتتْ بين ضلوعِ الزمنِ، يا سماءً علَّمتِ الغيمَ كيفَ يُهدهدُ الأرضَ مطرًا، ويا أرضًا علمتِ القلبَ كيفَ يكونُ وطنًا. كم مرةٍ عبرتكِ الشمسُ خاشعةً، وكم مرةٍ ركعَ النيلُ تحتَ قدميكِ شكرًا، وكم مرةٍ اختبأَ التاريخُ في عباءتكِ خجلاً من وهجِكِ العظيم. مصرُ، يا سرَّ الحنينِ حينَ يغفو المنفى على كتفِ الذكرى، ويا آخرَ منفىً للقلبِ الهاربِ من خيباتِ العالم. في عيونِكِ يتلعثمُ الشعرُ، ويرتجفُ المجازُ، فأنتِ القصيدةُ التي لم تُكتب كاملةً بعدُ، لأنكِ أكبرُ من كلِّ الكلمات، وأطهرُ من كلِّ أمنيةٍ تنبتُ في دروبِ المسافرين. سلامٌ عليكِ يا مصرُ، عددَ ما تاهت الأرواحُ، وعددَ ما اهتدت بكِ. تحية لمصر العظيمة تحياتي نجوى نصر الدين