كتبت نجوى نصر الدين الخرس النفسي وصراخ الداخل حين يصبح الإنسان غريبًا عن نفسه ليس أقسى على الروح من أن تصحو كل يوم لتكتشف أنها ترتدي وجوهًا لا تخصها. وجه للعمل، وجه للبيت، وجه للناس، وكلها وجوه لا تشبه الوجه الأصلي الذي ضاع في زحام الأيام. الوجه الحقيقي الذي كان يضحك من قلبه، ويخجل من الكذب، ويبكي حين يتألم… الوجه الذي اختفى. تتجول في الحياة كأنك تمثّل. وتنجح في التمثيل أحيانًا، حتى يصفق لك الناس على دورٍ أنت تكرهه. لكنك داخلك تعرف أنك لست أنت. تعرف أن هناك جزءًا مكسورًا فيك لا يراه أحد. البكاء؟ أحيانًا تحتاج أن تبكي، تبكي جدًا، لكن الدمع يتحجر في عينيك، لأنك خفت كثيرًا… خفت أن تنكسر أمام من لا يفهم. خفت أن تضعف في حضرة من لا يستحق حكايتك. خفت أن يكون البكاء علامة ضعف، فصرت تبتلع الدمع حتى تآكلت روحك. أما الظلم؟ فستراه في وجوه الناس، فيمن يسرقك بلا خجل، ويضحك في وجهك كأن شيئًا لم يكن. سترى من لا يرحم، من يتلذذ بأذى غيره، من يدهسه ليعلو، ثم يخطب في الناس عن الأخلاق. لكن أقسى ما يصيب الإنسان، هو الخرس النفسي. أن يصبح الكلام ثقيلًا، مؤلمًا، عبئًا. أن تمتلئ بالحكايات ولا تجد من يفهم لغتك. أن تكون قادرًا على الكلام، لكن لا طاقة لك به. فالصراخ داخلك أعلى من أي صوت. تحياتي نجوى نصر الدين