نُوقشت في كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي بقنا، رسالة الماجستير المقدمة من الباحث محمد عبد النعيم عبد العزيز الخضري، بعنوان “المناظر الطبيعية في ضوء تصاوير المخطوطات والألبومات والفنون التطبيقية القاجارية (دراسة أثرية فنية مقارنة)”، وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور وائل بكري رشيدي، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور أبوبكر عبد السلام مصطفى، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
تطرقت الرسالة إلى دراسة شاملة للمناظر الطبيعية التي تم تمثيلها في الفن القاجاري بإيران، وهو موضوع يلقى اهتمامًا خاصًا من الباحثين لدوره في فهم تطور الفنون في تلك الفترة الزمنية.
وقد قام الباحث بمقارنة التصاوير الفنية والألبومات التي تم إنتاجها خلال العصر القاجاري مع الأساليب الزخرفية المتبعة في الفنون الإسلامية، لتقديم دراسة جديدة لم تُنشر من قبل.
ركزت الدراسة على دراسة مجموعة من التصاوير والتحف الفنية التي تم إنتاجها في فترة الحكم القاجاري بإيران، حيث كانت المناظر الطبيعية تشكل جزءًا أساسيًا من الإنتاج الفني في تلك الفترة، وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تُنشر وتُدرس هذه التصاوير والتحف الفنية، حيث تضم 49 تصويرًا وتحفة فنية تُعرض لأول مرة. كما شملت الدراسة 126 تصويرًا سبق دراستها ونشرها من قبل.
أظهرت الدراسة كيف أن المناظر الطبيعية التي تم تصويرها على تلك التحف الفنية تنم عن تأثيرات الطبيعة الخلابة لإيران، حيث نقلت هذه الأعمال الفنية صورة دقيقة عن البيئة الطبيعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة، بالإضافة إلى ذلك، تناولت الدراسة الأساليب الزخرفية والصناعية التي تم استخدامها في تلك الفترة، مع التركيز على استخدام “طريقة المينا التصويرية الملونة”، والتي كانت تعد تقنية متطورة جدًا في الزخرفة خلال العصر القاجاري، وقد امتازت تلك الزخارف باستخدام ألوان براقة وزاهية، حيث كانت التصاوير تبدو في بعض الأحيان وكأنها قطع خزفية أو زجاجية، بفضل رونقها وبريقها الذي جعلها تبرز عن باقي التحف الفنية في تلك الفترة.
كما تناولت الدراسة الأهمية الثقافية والوظيفية للمناظر الطبيعية في هذه التحف الفنية، حيث أظهرت كيف أن هذه المناظر لم تقتصر على كونها مجرد زخارف جمالية، بل كانت تشكل جزءًا أساسيًا في صناعة أدوات الحياة اليومية، بما في ذلك الأدوات الزخرفية وأدوات الزينة في إيران خلال العصر القاجاري، وكانت هذه المناظر قد بدأت في الظهور لأول مرة في العصور الصفوية، حيث كانت تُستخدم في صناعة بعض التحف مثل الكشاكيل والصفائح، ولكن في العصر القاجاري توسعت هذه الفكرة لتشمل العديد من الأدوات الأخرى.
وفي نهاية المناقشة، أوصت لجنة المناقشة والحكم بمنح الباحثة درجة الماجستير في الآثار الإسلامية بتقدير ممتاز.
تكونت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذ الدكتور وائل بكري رشيدي، أستاذ الفنون والآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي، “مشرفًا رئيسيًا”، والأستاذ الدكتور علاء الدين بدوي محمود الخضري، أستاذ الكتابات والآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة جنوب الوادي، “مشرفًا مشاركًا”.
أما لجنة المناقشة والحكم فقد ضمت كل من الأستاذ الدكتور أمين عبد الله رشيدي، أستاذ الفنون والآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة الفيوم، “رئيسًا” والأستاذ الدكتور وائل بكري رشيدي أستاذ الفنون والآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار – جامعة جنوب الوادي، “مشرفًا وعضوًا” والأستاذ الدكتور سامح فكري البنا أستاذ الآثار الإسلامية ووكيل كلية الآداب – جامعة أسيوط “عضوًا”، والأستاذ الدكتور علاء الدين بدوي محمود الخضري أستاذ الكتابات والآثار الإسلامية بكلية الآثار – جامعة جنوب الوادي (مشرفًا وعضوًا).