كتبت نجوى نصر الدين تكريس الوعي المعرفي والمنهجي للرصيد التاريخي والمخزون العمراني للأمة إن الوعي المعرفي والمنهجي بتراث الأمة هو من الأسس التي تساهم في تعزيز هويتها الثقافية، وتوطيد علاقتها بالماضي والحاضر والمستقبل فالرصيد التاريخي والمخزون العمراني يشكلان حجر الزاوية لفهم الحضارة الإنسانية التي أسهمت فيها الأمة على مر العصور. ومن خلال تكريس الوعي العميق بهذه المقومات التاريخية والعمرانية يمكن للأمة أن تتجدد ثقافيًا وحضاريًا وتواصل تقدمها بفضل استلهام دروس الماضي والتفاعل مع الحاضر. أولاً، إن التعمق في فهم التراث العلمي والخبرة التاريخية للأمة يعد من الخطوات الضرورية لبناء قاعدة معرفية متينة. فالأمة التي تجهل تاريخها وتغفل عن دورها في تشكيل الحضارات الإنسانية، تفقد قدرتها على الاستفادة من التجارب السابقة والتعلم من أخطائها. لذلك، يجب أن يكون لدينا وعي منهجي يربط بين الماضي والحاضر ويسهم في تعزيز الفهم الجماعي لأحداث التاريخ وتحليلها من منظور علمي نقدي. هذا الوعي يساهم في بناء فكر نقدي لدى الأجيال الجديدة، يجعلها أكثر قدرة على التفاعل مع تحديات العصر الراهن. ثانيًا، إن المخزون العمراني للأمة يمثل شاهداً على الإنجازات الكبيرة التي حققتها في مجالات العمارة والفن والتقنيات عبر العصور. من خلال دراسة هذه المعالم العمرانية، يمكن للأفراد أن يتعرفوا على أساليب التفكير والإبداع التي كانت سائدة في فترات مختلفة، وكيف تفاعل الناس مع بيئاتهم وتطوروا مع الزمن. التفاعل مع هذا المخزون العمراني يعزز الانتماء الثقافي، ويمكّن الأفراد من استلهام العبر التي يمكن أن تساهم في تطوير المجتمعات المعاصرة. ثالثًا، يتجسد دور الوعي المعرفي في تجديد الثقافة والحضارة من خلال تمكين الأفراد من التفاعل مع موروثهم الثقافي بطرق جديدة، مما يسهم في إعادة صياغة هويتهم الثقافية بشكل يتماشى مع متطلبات العصر. وعليه، يصبح التراث ليس مجرد ماضٍ يجب الحفاظ عليه فحسب، بل مصدرًا للإلهام والابتكار يمكن أن يساهم في استشراف المستقبل. إن فهم الحاضر في ضوء التاريخ والمخزون العمراني يسهل للأمة إدراك واقعها بشكل أفضل، ويمكنها من صياغة استراتيجيات فعّالة للمستقبل. فالوعي العميق بتاريخ الأمة وثقافتها يعزز من قدرتها على التعامل مع قضايا العصر مثل التطور التكنولوجي، العولمة، وقضايا الهوية الوطنية في ظل التغيرات العالمية. وختاماً ، تكريس الوعي المعرفي والمنهجي بتراث الأمة وتاريخها له دور كبير في تعزيز قوتها الثقافية والحضارية، ويضمن استمرار حضورها الفاعل في العالم المعاصر تحياتي نجوي نصرالدين