كتبت نجوى نصر الدين التحديات السياسية الراهنة وإمكانية حدوث حرب عالمية بين الحروب والدمار والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة حقا؟!! العالم اليوم يشهد لحظات من التحول الجذري، لحظات محورية تتشكل فيها ملامح المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. الحروب والدمار أصبحا واقعًا معيشًا في العديد من المناطق، والجميع يتساءل: هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟ وهل ستظل الإنسانية قادرة على مواجهة هذا التحدي الكبير؟ والواقع المعقد اليوم صراعات في كل زاوية من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومن آسيا إلى أمريكا، يعيش العالم في حالة من الصراع المستمر. الحروب السياسية، الاقتصادية، والثقافية تشتعل في أماكن متعددة من كوكبنا، والدمار يعم الأرض بسبب النزاعات التي لا تنتهي وليس من المفاجئ أن نجد أن التوترات بين القوى العظمى في العالم في تصاعد مستمر. تصاعد التسلح، الحروب بالوكالة، والمنافسات على الموارد قد تضع العالم أمام خيار صعب: إما الحلول السلمية أو التصعيد إلى حرب شاملة تهدد البشرية جمعاء. بحرب عالمية ثالثة لا يمكن تجاهل أن بعض الأحداث الراهنة تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة . من الحرب في أوكرانيا التي استمرت لفترة طويلة إلى التوترات المستمرة في بحر الصين الجنوبي، مرورا بالصراعات السياسية والتجارية بين القوى الكبرى، العالم اليوم يعيش تحت تهديد متزايد من التصعيد العسكري الذي قد يتجاوز الحدود التقليدية. التهديدات النووية والتكنولوجيا الحديثة قد تجعل من حرب عالمية ثالثة كابوسًا واقعيًا. لقد أثبتت الحروب العالمية الأولى والثانية أن النتيجة الوحيدة لهذه الحروب الكبرى هي الدمار الشامل. الملايين من الأرواح فُقدت، والدول جُزأت، والاقتصادات تضررت بشكل غير قابل للإصلاح. وإذا كنا نعتقد أن البشرية قد تعلمت من التاريخ، فإن ما نشهده اليوم من تهديدات قد يجعلنا نعيد النظر في هذه الفكرة. إعادة التفكير في الحلول: هل يمكن تجنب الحرب؟ في الوقت الذي تزداد فيه الاضطرابات، تبقى هناك فرصة للسلام. ففي هذا العصر الحديث، رغم تقدم الأسلحة وتنوعها، تبقى الدبلوماسية والحوار أداة حاسمة يمكن أن تحول دون انزلاق العالم إلى صراع عالمي و من الضروري أن تتضافر جهود جميع القوى العظمى في العالم لإيجاد حلول سلمية للنزاعات المستمرة، على اعتبار أن الحرب لن تكون مجدية لأي طرف، بل ستجر البشرية بأكملها إلى أتون الدمار. تعتبر المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، وحلف الناتو، ومنظمات حقوق الإنسان من العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في الوقاية من الحرب العالمية والتفاوض على تسويات سياسية، وتبادل المصالح الاقتصادية، والضغط الدبلوماسي يمكن أن يساهم في تخفيف حدة التوترات، وتحقيق الاستقرار. إن تغيير العالم يبدأ من الداخل في هذا السياق، يجب أن نكون جميعًا جزءًا من الحل. لا يمكن للأفراد فقط أن يكونوا شهودًا على هذه الأحداث؛ علينا أن نشارك في نشر الوعي، وتعزيز ثقافة السلام، والضغط من أجل تغييرات حقيقية في السياسة الدولية. المجتمعات والشعوب حول العالم تحتاج إلى أن ترفع صوتها ضد الظلم والتطرف والعنف الذي يهدد مصير البشرية. فالتغيير يبدأ من الداخل، من أنظمة الحكم إلى الأفراد. إذا كان هناك من أمل في تجنب الحرب العالمية الثالثة، فهو في تعزيز القيم الإنسانية، وتشجيع التعاون بين الأمم، ودعم المبادرات السلمية. علينا أن نتذكر أن التاريخ يعلمنا أنه كلما توحدت البشرية من أجل السلام، كلما تمكنا من تجنب الفوضى والتدمير. لا للدمار، نعم للسلام لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نعيد كتابة تاريخ الحروب العالمية. الوقت حاسم، والمستقبل يعتمد على قراراتنا اليوم. يجب أن نكون مدافعين عن السلام، وأن نضع مصلحة الإنسانية فوق أي مصلحة فردية أو سياسية ضيقة. في النهاية، الحرب لا تجلب سوى الدمار، بينما السلام يبني عالماً أفضل للأجيال القادمة. لنقف جميعًا معًا في مواجهة التحديات، ولنتمسك بالأمل في عالم أكثر أمانًا واستقرارًا. تحياتي نجوى نصر الدين