الأيام تفر والسنين تكر ولا تلومن إلا نفسك مقولة قد قالها ناظرنا طيب القلب ونحن فى مرحلة الثانوية العامة وفى أول عامها الأول بعد الإعدادية مباشرة وفى أول يوم فى طابور الصباح وبعد تحية العلم قام ناظر المدرسة رحمة الله عليه بإلقاء خطبة ترحيبية بالطلاب الجدد وكان أولى كلماته بأن الأيام تفر والسنين تكر ولا تلومن إلا نفسك فكرت كثيرآ فى هذه المقولة مقولة بالفعل لا يعيها إلا كل صاحب تجربة وخبرة بالحياة مثل ناظرنا رحمة الله عليه كان رجل طيب القلب صاحب شخصية قوية بطيبة قلب يعرف الحق والعدل وناشرآ بين كل الطلاب كل ما هو خير رغم تأثر الكثير من الطلاب بمسرحية مدرسة المشاغبين ولكن بالرغم من ذلك كان الحزم والحسم والربط رغم ما كنا نعانيه من مدرسين مجهودين ماديآ ونفسيآ وأخريين ما هى إلا وظيفة كى يتقاضى منها أجرآ ليعيش هو وأبنائه وكان المدرسين والأستاذة المحترمين معدودين على أصابع اليد الواحدة عليهم رحمة الله جميعاً اللهم أمين تعلمنا الكثير منهم تعلمنا كيف نفكر قبل أن نتكلم تعلمنا عدم الإسراع فى الحكم على الغير وعدم الحكم أصلآ وهو الأصوب والحسن لأننا لا نسموا الى هذه المنزلة العالية التي لا يقدر عليها من وصفوا بالراسخون فى العالم فما بالنا ونحن لا نملك الكثير من العلم بدقائق الأمور فصدق الله العظيم عندما قال فى محكم أياته إن الحكم إلا لله سبحانه وهو العالم بخلقه وبكل خلائقة فتعلمنا أن من الجهل والسفه والغباء أن نحكم على أحد من خلال سلوكه وأفعاله وأن نترك الأمر لمن تخصصوا لمثل هذه الأمور فالإسراع فى الحكم جهل وغباء وإصدار الأحكام على الناس أيضآ يعد من هذا القبيل المرفوض وخاصة فى مجتمعنا الذى يؤمن بمعتقد صادق سليم منزل ممن خلق كل الخلائق وخلق هذا العالم من أجل الإعمار ومن أجل العباده ونرى الكثير من المتناقدات أقوالآ وأفعالآ ممن عرفوا وتظاهروا بتدينهم فهم أسرع الناس حكمآ على الأخر ودون بينه بالفعل يتبعون شياطينهم ويحسبون أنهم على شيئ ولكنهم فى ضلال مبين لأنهم لا يتبعون المعتقد فيما نهى عنه ولا يقومون بما أمر به من مبادىء وقيم هى فى المقام الأول فطرة فطرها الخالق فى كل خلقه فسبحان الله العظيم فى قوله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان صدق الله العظيم ومن كان فى قوله تحريض على الفسوق والعصيان قولآ وفعلآ فيجب عليه الرجوع عن هذا فلا يعيبنا أبدآ أن نعلن على الملآ فى أى مسألة لا نعلمها أننا لا نعلمها فمن قال لا أعلم فقد أفتى أما أن يقول بلا علم ويفعل بلا دراية ولا علم فهذا مرفوض تماما ولقد رأينا الكثير فى زماننا هذا خبراء في الإقتصاد وخبراء فى السياسة وخبراء فى كافة كل شىء وهو فى الأصل لا يعلم من أمره شىء لقد منينا بهؤلاء المتنطعين وبلا دراسة وبلا دراية وبعيد كل البعد عن عمله الأصلى وتخصصه ونجده يفتى ويتحزلق ويقول قال فلان وقال فلان فى كل العلوم فأبو العريف قابع فى كل مكان يلوك لسانه على الدوام بكل ما هو كاذب لإثبات الذات والظهور الذى ليس له ترجمة سوى أنه يعانى من مرض نفسي وهنا أستحضر مثل شعبى عندما نقابل مثل هؤلاء المدعيين لكل علم إتركوا العيش لخبازينه حتى ولو كلوا نصفه فالعلم مع الخبرة والدراية يأتى بكل نجاح ونهضة وتقدم عندما نتبع معتقدنا الحق الذى ينشر كل عدل ولا يسعنا إلا أن نتذكر قول الرجل الطيب عليه رحمة الله فى خطبته الترحيبيه بنا أول العام الأيام تفر والسنين تكر ولا تلومن إلا نفسك عندما تقف فى دار الحق وحدك يوم الحساب أمام الله الخالق مسؤلآ عن كل شىء فعلته وقلته ونويته وياله من يوم عصيب رحمنا الله وإياكم من هول ذلك اليوم العظيم عيد فطر سعيد مبارك عليكم أجمعين اللهم أمين تحيا مصر يحيا الوطن