كتبت نجوى نصر الدين في العالم العربي، يواجه المجتمع تحديات كبيرة فيما يتعلق بالعلم والمعرفة. من أبرز هذه التحديات هو الإهمال المتزايد للكتب العلمية وضعف دور المكتبات في الحفاظ على المعلومة في العديد من البلدان العربية، نلاحظ تراجعاً ملحوظاً في الاهتمام بالكتب العلمية والطباعة الحديثة للمؤلفات العلمية، مما يؤدي إلى تكدس الكتب في الأسواق وتعرضها للإهمال. وهذا يعكس نظرة غير كافية لأهمية العلم والمعرفة في بناء المجتمعات. المشكلة تبدأ من إلغاء العلم في المجتمع العربي، حيث لم يعد الاهتمام بالعلم والأبحاث العلمية على رأس أولويات العديد من الأفراد والمؤسسات فالكتب العلمية بدلاً من أن تُحفظ في مكتبات دورية أو تُوضع في متناول الباحثين والطلاب، تُباع وتُترك في الأسواق دون أن تجد من يلتفت إليها أو يحفظها بشكل سليم. هذا الإهمال يعكس عدم الاهتمام الكافي بالتعليم المستمر والتطور العلمي في المجتمعات العربية.
كذلك هناك محاولات واضحة لطمس العلم وفرض رقابة على نشر الكتب العلمية. ففي بعض البلدان، تُفرض قيود على الكتب العلمية، وخاصة تلك التي تتعلق بمفاهيم حديثة قد تتعارض مع بعض المعتقدات التقليدية أو الرسمية. وهذا يشكل عائقاً كبيراً أمام تطور الفكر العلمي ويدفع الشباب إلى الانعزال عن مصادر المعرفة التي تساعدهم على النمو والتطور في مجالات العلوم المختلفة. من جهة أخرى، تظل المكتبات في كثير من الأحيان مهملة وتفتقر إلى التحديث المستمر. بينما تُخصص الأموال لبناء أماكن ترفيهية أو تجارية تُهمل استثمارات في بناء مكتبات مراكز علمية تقوم بدور حيوي في نشر المعرفة هذه المكتبات يمكن أن تكون مكاناً لتبادل الأفكار والنقاش العلمي، لكنها غالباً ما تكون غير مجهزة بما يكفي لتلبية احتياجات الجيل الجديد. من الضروري أن يتحرك المجتمع العربي بشكل جاد لتغيير هذا الواقع. يجب أن يعاد بناء دور المكتبات في الحفاظ على الكتب العلمية وتوفير مصادر المعرفة الحديثة للطلاب والباحثين. كما يجب أن يتم تعزيز ثقافة القراءة والبحث العلمي بين الشباب وتوجيههم نحو أهمية العلم في تطوير المجتمع. يحتاج هذا التغيير إلى دعم من الحكومات والمؤسسات الثقافية لتوفير البيئة الملائمة للنمو العلمي والفكري.
في الختام، يُعد إهمال الكتب العلمية وتراجع دور المكتبات في العالم العربي من القضايا التي يجب أن تُحل على الفور. فإذا أردنا بناء مجتمع معرفي قوي ومستدام، لا بد من إعادة الاهتمام بالعلم وتشجيع نشر الكتب العلمية وحمايتها من التهميش والإهمال تحياتي نجوى نصر الدين