نظمت كلية الحقوق بجامعة جنوب الوادى، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، ندوة موسعة في إطار برنامج “مودة”، الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب عام 2018، بهدف رفع وعي الشباب بأسس بناء الأسرة السليمة وتقليل معدلات الطلاق، وذلك في إطار جهود الدولة للحفاظ على استقرار المجتمع المصري ودعم كيان الأسرة المصرية حيث تتكامل تلك المبادرة مع المبادرة الرئاسية الشاملة “بداية جديدة لبناء الإنسان”، وتأتي الندوة ضمن أنشطة قطاع شئون التعليم والطلاب بالجامعة بإشراف الدكتور بدوي شحات نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور عبدالباري سليمان عميد الكلية، وبتنسيق الدكتورة هالة علي الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع كلية الآداب منسقة مشروع “مودة” بالجامعة. وحاضر في الندوة الدكتور أحمد خيري المدرس بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بقنا.
في مستهل كلمته، أكد الدكتور عبد الباري، عميد كلية الحقوق، أن إدارة الجامعة، تحت قيادة الدكتور أحمد عكاوي، تحرص على توعية الشباب بأسس الحياة الأسرية الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر سلبًا على حياتهم الشخصية والمجتمعية، كما أشاد بفكرة برنامج “مودة”، معتبرًا إياه إحدى المبادرات الرئاسية المهمة التي تسعى إلى مواجهة الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلاق، مشيرًا إلى أن الجامعة تدعم البرنامج بشكل كامل، نظرًا لأهميته في تأهيل الشباب المقبلين على الزواج وتزويدهم بالمعارف الأساسية، مما يساعد في بناء أسر قوية ومتماسكة قادرة على مواجهة التحديات الحياتية.
وتحدث في الندوة الدكتور أحمد خيري، المدرس بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة قنا، وقال إن برنامج مودة يهدف إلى تثقيف الشباب حول العديد من الجوانب المهمة المتعلقة بالحياة الزوجية، حيث يتناول أسس بناء الأسرة السليمة، وكيفية اختيار شريك الحياة المناسب، بالإضافة إلى آليات التعامل مع المشكلات الأسرية وحلها بأسلوب علمي، كما يركز البرنامج على التوعية بخطورة العنف الأسري وتداعياته على الحياة الزوجية، وأسس التربية السليمة للأبناء، إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الشباب حول الزواج، وتعريفهم بالحقوق والواجبات الشرعية للزوجين.
وفيما يتعلق بتفاصيل البرنامج، أوضح “خيري” أن البرنامج أُطلق بعد الاطلاع على الإحصائيات التي أظهرت ارتفاع معدلات الطلاق في مصر، حيث تصل إلى ٣٠٠ ألف حالة سنوية وفق أحدث الإحصائيات، ونتيجة لهذا الرقم الكبير في معدلا الطلاق، تم التوجيه بضرورة تنفيذ برنامج “مودة”، الذي يستهدف تأهيل الشباب من سن 18 إلى 25 عامًا، بالشراكة مع الجامعات المصرية والجهات المعنية، من خلال تدريبهم على مفاهيم الزواج السليمة، وكيفية إدارة الأمور الاقتصادية والأزمات، وأهمية التواصل الفعال بين الزوجين، إلى جانب تقديم نصائح حول فترة الخطوبة وآليات اتخاذ القرارات الصائبة بشأن الزواج.
وأكد الدكتور أحمد خيري، أن الإقبال على البرنامج يتزايد بشكل مستمر، وهو ما يعكس نجاحه في تغيير المفاهيم المغلوطة لدى بعض الشباب حول الزواج، وأضاف أن جامعة جنوب الوادي تتبنى خطة تنفيذية تهدف إلى تأهيل أكثر من من 23 ألف طالب وطالبة من مختلف كليات الجامعة، عبر دورات تدريبية مكثفة تساعدهم على بناء حياة زوجية مستقرة، مشيرًا إلى أهمية تحفيز الطلاب للمشاركة في هذه الدورات واستيعاب موضوعاتها، ليكونوا مؤهلين لبناء أسر مستقرة وقادرة على مواجهة تحديات الحياة.
وقال إن برنامج “مودة” لا يقتصر على التوعية بالجوانب الاجتماعية والنفسية فقط، بل يشمل أيضًا التوعية الصحية والاقتصادية؛ فهو يتضمن إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج لضمان توافق الشريكين صحيًا، والتعريف بأهمية التطعيمات والوقاية من الأمراض الوراثية، إلى جانب التوعية بتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات للحفاظ على صحة الأم والطفل، كما يركز البرنامج على الحد من ظاهرة ختان الإناث وتوضيح آثارها السلبية على الصحة الجسدية والنفسية، إلى جانب تعريف الشباب بكيفية إدارة الشؤون المالية والاقتصادية للأسرة، وترشيد النفقات ووضع ميزانية مناسبة للحياة الزوجية.
وأكد الدكتور أحمد خيري، أن جامعة قنا تولي اهتمامًا خاصًا بهذا البرنامج، حيث تعمل على تحفيز الطلاب على التفاعل مع جلساته التدريبية، وتقديم كافة أشكال الدعم لهم، ليكونوا مؤهلين لبناء أسر مستقرة وقادرة على مواجهة تحديات الحياة. وأضاف أن الجامعة تعمل بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لضمان نجاح البرنامج واستمراره، مشددًا على أن التوعية والتثقيف هما السبيل الأمثل لحماية المجتمع من المشكلات الأسرية، حيث يعد بناء أسرة مستقرة الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
وأضاف أن تنفيذ هذا البرنامج يأتي في إطار التوجه العام للدولة المصرية للحد من ظاهرة الطلاق، التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى برامج توعوية وتدريبية مثل “مودة”، بهدف تعزيز ثقافة الوعي الأسري بين الشباب.
واختتم الدكتور أحمد خيري، حديثه بالتأكيد على أن هذا البرنامج يمثل نقلة نوعية في التوعية الأسرية، ويهدف إلى إعداد جيل جديد قادر على بناء حياة أسرية ناجحة ومستقرة ، مؤكدًا استمرار جامعة قنا في دعم هذا المشروع القومي والتوسع في تقديمه لمزيد من الطلاب، لضمان تحقيق أقصى استفادة منه في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وأمانًا. جدير بالذكر أن الندوة شهدت حضور الدكتور عباس مصطفي وعدد كبير من طلاب وطالبات كلية الحقوق بقنا.