كتبت نجوي نصر الدين الالم الجسدي والصراع النفسى “ليس الألم في الجسد هو ما يعذبنا، بل هو ما تحمله الروح في صمت”. فالآلام الجسدية غالباً ما تكون تعبيراً عن صراعات نفسية أو عاطفية لم تجد طريقها إلى التحرر. فالظهر الذي يؤلمنا ليس مجرد عضلات متوترة، بل هو حملٌ ثقيل من المسؤوليات أو الذكريات التي لا نرغب في التخلص منها. أما العينان اللتان تتألمان، فليس سببهما مجرد التعب، بل هو الظلم الذي نراه حولنا في العالم. فإن العين تصبح حساسة ليس فقط للمشاهد التي تراها، ولكن للآلام التي تحملها في طياتها. العقل الذي يشعر بالصداع ليس فقط بسبب قلة الراحة أو الإرهاق، بل بسبب الأفكار المزعجة التي تتقافز فيه ولا تجد متنفساً. وما نراه في الحلق من ضيق ليس نتيجة لمرض عضوي، بل هو بسبب الكلمات التي لم تُقال أو التي قيلت في لحظة انفعال. أما المعدة التي تعاني من الحموضة أو الاضطراب، فليس هذا إلا نتيجة لما لا تستطيع الروح هضمه من مشاعر أو تجارب مريرة. والكبد الذي يشتعل غضباً، ليس هو السبب الوحيد للألم، بل الغضب الذي تكبته في داخلك دون أن تجد له سبيلًا إلى الفرج. أما القلب الذي يعاني من الألم، فهو ليس متأثراً فقط بما يصيبه من مصائب، بل مما تحمله الأرواح من جراح وخذلان. في النهاية، الألم الحقيقي ليس في الأعضاء، بل في ما لا نعبر عنه أو ما نحاول إنكاره. تحياتي نجوى نصر الدين