كتبت نجوى نصر الدين قرأت لك كتاب: عصر الفراغ والتفاهة للمؤلف: منصور عبد الحكيم واليكم موجز لما يحتويه الكتاب
في عصر ثورة الاتصال والمعلومات وبالمقارنة مع ما كانت عليه البشرية قبل من قرن يظن الإنسان المعاصر أنه يتقدم إلى مستقبل زاهر يتعاظم ويتعملق وينتشر وهو لا يدري أنه في عصر قد جر إليه جراً ليعيش عصر التفاهة والفراغ الفكري تسيطر فيه طبقة من البشر التافهين على معظم مناحي الحياة. إن نظام التفاهة في كل مناحي الحياة المعيشية والتجارية والصناعية والمجتمعية يضمن لك المكسب الوفير والشهرة و النجاح الذي تحلم به، ويضمن لك الحصول على المال الذي هو المعيار الأساسي للنجاح، فلا يهم مؤهلات ولا شهادات ولا خبرات، بل مهارة وقدرة في صناعة التفاهة التى اكتسحت عالم المال والصناعة والثقافة وكل نواحى الحياة، فصار كل منتج صناعي تافه يكتسح السوق، وفي عالم السياسة وعالم البحث العلمي وعالم الجامعات والإعلام بوسائله المتنوعة، وعوالم أخرى. ومن يقفون وراء دعم وتأييد هذا العالم إنما هدفهم كسر القيم والمعتقدات والثقافات والأعراف، وجعل الحياة بلا ضوابط ولا حواجز وموانع، سواء كانت على شكل تعاليم دينية أو أعراف وقيم مجتمعية وأخلاقية، والدفع بالمجتمعات للانقياد الأعمى نحو هذا العالم..إن عالم التفاهة يكبر ويتنامى بشكل مرعب ، يكبر معه جيل بعد آخر، وقد أنتج لنا الرويبضة كما قال – صلى الله عليه وسلم- : (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة (صحيح الجامع) ..جاءت الكثير من الأحاديث التي تُبيّن صفات وأحوال الزمن الذي يكون فيه الرويبضة يسودون، ومن بيان صفات هذا الزمن : تأمين الخائن، وتخوين الأمين، وتصديق الكاذب، وتكذيب الصادق..جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ الأمانة هي أول ما يُفقد في هذه الأُمّة، ويكون تضييع الأمانة بإسناد الأُمور إلى غير أهلها، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ ) رواه البخارى. وفي هذا الكتاب نسلط الضوء على عالم التفاهة والفراغ ومن يقف وراءه، ومعركة الوعى للتصدي لهذا العالم ورجالاته، فهذا الكتاب يلقى الضوء على الحال التي وصلت إليها البشرية من تخلف وفراغ فكري أدى إلى إشعال الحروب وانتظار حرب عالمية مدمرة قادمة. تحياتي نجوى نصر الدين