نُوقشت بكلية الآثار بجامعة جنوب الوادي، رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أميرة ثروت فريد محمد “من الخارج”، بعنوان: “الحيوانات المشاركة في المركب الجنائزي حتى نهاية الدولة الحديثة”. و تناولت الرسالة موضوعًا دقيقًا وهامًا حول دور الحيوانات في الطقوس الجنائزية المصرية القديمة.
عُقدت المناقشة تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور وائل بكري رشيدي، عميد الكلية، والأستاذ أبو بكر عبد السلام مصطفى، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث.
تكونت لجنة الإشراف من الأستاذ الدكتور رؤوف أبو الوفا الورداني، أستاذ الآثار المساعد بكلية الآثار بجامعة جنوب الوادي، والذي تولى الإشراف الرئيس على الرسالة، والأستاذ الدكتور منصور النوبي منصور، أستاذ الآثار المصرية وعميد كلية الآثار بقنا والأقصر سابقًا، الذي تولى الإشراف المشارك.
ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور منصور النوبي منصور، عميد كلية الآثار سابقًا، وضمّت اللجنة الأستاذ الدكتور خالد محمد عبد الفتاح الطلي، أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، والأستاذ الدكتور ناجح عمر علي عمر، أستاذ الآثار المصرية وعميد كلية الآثار بجامعة الفيوم سابقًا.
تناولت الدراسة دور الحيوانات في المركب الجنائزي الذي كان يُستخدم في مصر القديمة كجزء من طقوس الرحلة الأبدية. كان الهدف من الدراسة تسليط الضوء على الحيوانات التي كانت تشارك في هذه الطقوس الجنائزية حتى نهاية الدولة الحديثة، وذلك استنادًا إلى النصوص والصور التي أُرخت على جدران المقابر وعلى التماثيل الجنائزية.
أسفرت الرسالة عن عدد من النتائج الهامة التي سلطت الضوء على كيفية مشاركة الحيوانات في الممارسات الجنائزية في مختلف العصور المصرية القديمة. وقد استعرضت الباحثة دور هذه الحيوانات في الموكب الجنائزي، حيث كانت الحيوانات تشارك في نقل المتوفى وأسرته، وتقديم القرابين، بالإضافة إلى دورها الرمزي في ضمان الوصول إلى الحياة الأبدية.
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الحيوانات مثل الأبقار والخيول كانت تُستخدم في السحب والزحافات التي كان يتم وضع التابوت الجنائزي عليها، وتؤدي دورًا بالغ الأهمية في الطقوس الجنائزية. وقد تم التأكيد على أن المراكب الجنائزية كان يتم تصويرها بشكل متكرر على جدران المقابر، مما يساعد على فهم دور الحيوانات في هذا السياق الطقسي.
كما لوحظ أن الحيوانات كانت تستخدم ليس فقط من الناحية العملية ولكن أيضًا من الناحية الرمزية، حيث كانت تعبيرًا عن الخصوبة والتجدد، وهو ما يتماشى مع المعتقدات المصرية القديمة التي كانت ترى في الحيوانات قوة طبيعية تشارك في عملية الخلق الأبدي.
قدمت الباحثة عددًا من التوصيات التي تسهم في توسيع الأفق الأكاديمي حول دور الحيوانات في الطقوس الجنائزية في مصر القديمة. أوصت أولًا بضرورة إجراء دراسات أكثر تفصيلًا حول الرمزية التي تحملها الحيوانات في السياقات الجنائزية، بما في ذلك العلاقة بين الحيوانات والآلهة المصرية القديمة. كما أكدت على أهمية استكشاف تطور هذه الرمزية عبر العصور، خاصة مع التحولات التي طرأت على الممارسات الجنائزية من الأسرة القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة.
كما أوصت بضرورة فحص النصوص والأيقونات الموجودة في المقابر بشكل أعمق لفهم العلاقة بين الإنسان والحيوان في سياق الطقوس الجنائزية. وأشارت إلى أهمية دراسة الأدوات الجنائزية الأخرى التي كانت تستخدم في المراكب الجنائزية، مثل الزحافات التي كانت تحمل التوابيت وأدوات القرابين، للتأكد من مدى تأثير هذه الأدوات على فهمنا للعادات الجنائزية.
ختمت الباحثة دراستها بتأكيد أهمية هذه الموضوعات في فهم المعتقدات المصرية القديمة، موضحة أن الحيوانات كانت تمثل جزءًا أساسيًا من الحياة الأبدية التي كان يسعى إليها المصريون القدماء. وأضافت أن البحث في هذا المجال يمكن أن يعمق فهمنا للتواصل بين البشر والعالم الطبيعي في الثقافات القديمة. كما أضافت أن هذه الدراسة تعتبر إضافة جديدة وقيمة للمكتبة الأكاديمية في مجال الآثار.
وفي نهاية المناقشة أوصت لجنة المناقشة والحكم بمنح الطالبة أميرة ثروت فريد محمد، درجة الماجستير في الآثار فى التخصص العام (الآثار المصرية) والتخصص الدقيق ( الآثار المصرية القديمة ديانة) من كلية الآثار جامعة جنوب الوادى.