أطلقت مؤسسة “السلام العالمية للأبحاث والتنوير” أمس (الخميس)، بمبنى “أراك” التابع لـ”دار المعارف” بالقاهرة، أولى الفعاليات الفكرية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 لعام 2025، والتي تستمر حتى يوم 5 فبراير المقبل، إذ تمت مناقشة أطروحة المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، حول “نظرية الدولة المدنية” و”صفات القيادة”، وذلك بحضور كوكبة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات والسياسيين، إذ شارك الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق والأستاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة، والأستاذ الدكتور مصطفى النشار أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، والأستاذ الدكتور حسن حماد عميد كلية الآداب جامعة الزقازيق الأسبق وأستاذ الفلسفة، والباحث هشام النجار، والدكتور أبو الفضل الإسناوي المدير الإقليمي لمركز “رع” للدراسات السياسية، وأدار الفعالية الباحث محمد فتحي الشريف، رئيس مركز “العرب للأبحاث والدراسات”.
حضور ثقافي متنوع كما شهدت الفعالية حضور عدد من الباحثين والمفكرين ومسؤولي “رسالة السلام” ومركز “العرب للأبحاث”، إذ حضر الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، الأمين العام لمؤسسة “رسالة السلام”، والكاتب أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة مؤسسة “رسالة السلام”، والأستاذ الدكتور محمد السيد عبد الرحمن المرصفي الأستاذ بجامعة بني سويف، والكاتب الصحفي خالد العوامي مدير تحرير “أخبار اليوم”، والكاتب الصحفي سيد أبو اليزيد، رئيس تحرير صحيفة “عقيدتي” الأسبق، والسياسي السوري شكري شيخاني، والكاتب الصحفي حسام أبو العلا رئيس وحدة الدراسات الثقافية بمركز “العرب”، والمستشار الإعلامي بجامعة الدول العربية معتز صلاح الدين، والكاتب الصحفي عبد الغني دياب، المدير التنفيذي لمركز “العرب للأبحاث والدراسات”، واللواء معز الدين السبكي نائب رئيس مركز “العرب”، بالإضافة إلى الباحثين في مركز “العرب” محمد عودة وداليا فوزي ومحمد عبد الله وعلي فوزي، والباحث أحمد شعبان، والباحث إسلام لطفي موقع “التنوير”، والباحث يوسف حسن مؤسسة “رسالة السلام”، وعدد كبير من المهتمين بالبحث والفكر والتنوير.
أفكار الشرفاء الحمادي ركائز “رسالة السلام” بدأت الفعالية بكلمة لمحمد فتحي الشريف، قدم فيها شرحًا مقتضبًا عن مؤسسة “رسالة السلام”، وأفكار الشرفاء الحمادي التي تعد إحدى الركائز الفكرية للمؤسسة، إذ قال: “من هنا من قلب القاهرة العامرة، نطلق أولى الفعاليات الثقافية الفكرية لمؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير”.
بناء مجتمع إنساني آمن وأضاف الشريف: “في البداية أود أن أطلع الحضور الكريم على ماهية مؤسسة رسالة السلام بشكل مقتضب من خلال عرض مجمل أفكار ورؤى مؤسسها المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي”. وتابع: “لقد تأسست مؤسسة رسالة السلام في عام 2019، وهي مؤسسة فكرية ثقافية تنويرية تسعى إلى المساهمة في بناء مجتمع إنساني آمن، تعم أرجاءه الرحمة والعدل والحرية والسلام، من خلال الفهم الحقيقي للمنهاج الإلهي الصحيح”.
التعاون سبيلًا لتحقيق الوحدة والقوة وأكد رئيس مركز “العرب”، أن الهدف هو رفع الوعي لدى العامة من الناس، “لكي يعيش المجتمع في إخوة إنسانية يعمها التسامح والسلام الحقيقي من خلال التراحم والتعاون والتضامن المجتمعي، لا تعرف الطائفية ولا المذهبية، يكون التعاون هو طريقهم لتحقيق التكاتف والوحدة، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وأن تكون دعوتنا كما قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. كما نرفض الخلاف والفرقة والنزاع كما أمرنا الله في قوله تعالى: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ”.
د. سامي عبد العزيز: النشء والشباب ركيزتا البناء بدأت الفعالية بكلمة للدكتور سامي عبد العزيز، تحدث فيها عن النشء والشباب وجيل “z”، إذ قال: “من المهم تعميق مفهوم الدولة عند المواطن بما يرسخ لمفاهيم الولاء والانتماء التي ترتكز على قيم ومبادئ أخلاقية تحفظ للوطن وحدته وأمنه واستقراراه”، مشددًا على أن الشباب والنشأ هما الركيزة التي ينبغي على أي دولة الاهتمام بها في إطار منظومة أخلاقية تراعي كثيرًا من القيم والمفاهيم والتقاليد التي نص عليها الإسلام الحنيف والقرآن الكريم.
د. عبد العزيز: المنظور الاقتصادي مهم في الدولة وأضاف قائلًا: “الإيمان بمفهوم الدولة لا بد أيضًا أن يكون من خلال المنظور الاقتصادي، لأن الشعب الذي لا يأكل مما يزرع ولا يلبس مما يصنع عرضة للخطر، ويغيب عنه كثير من النواقص التي تحدث خللًا في مفهوم الولاء والانتماء لهذه الدولة، ومن هنا ينبغي أن تكون لدينا برامج تنموية للإصلاح والتطوير والتحديث، لخلق نظام اقتصادي قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطن بما يرسخ عنده قيمة الانتماء والولاء للدولة”. أستاذ الإعلام: نظرية الشرفاء حملت رسائل وطنية وعن نظرية الدولة المدنية للشرفاء الحمادي، قال أستاذ الإعلام: “النظرية تحمل رسائل وطنية تحرص على إنتاج مواطن صالح، لأن صلاح الفرد من صلاح المجتمع مثلما أكد ذلك المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي في مقال ضم أفكارًا ورؤى تضع أسسًا راسخة لدولة قوية تحفظ حقوق الفرد والمجتمع، وتحمي الشعوب والدول وتحافظ على حقوق السيادة وتقوي من قيم الولاء والانتماء”.
د. رضا عبد السلام: العدل في مشروع الشرفاء يسهم في بناء وطن قوي – والتجربة الماليزية دليل نجاح قال الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق، إن مدنية الدولة لا تتعارض إطلاقًا مع الدين، “فهناك منهج أخلاقي لا بد من اتباعه في بناء الدول، منهج يراعي قيمة وبناء الإنسان، ويراعي أيضًا أهمية توصيف القيادة ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والدينية والاقتصادية، مع التأكيد أنه ليس هناك أدنى تناقض بين المدنية والدينية”، مشددًا على أن المحيطين الإقليمي والدولي حول مصر مليئان بالتحديات الصعبة، “التي تحتاج منا جميعًا الاصطفاف خلف القيادة السياسية ودعم جهودها الوطنية المخلصة من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والبناء والتنمية، بما يحفظ لنا وحدتنا ودولتنا في هذا المحيط الملتهب”.
العدل المطلق رمز لقوة الدولة وأشاد الدكتور رضا عبد السلام برؤية المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، ومشروعه الفكري حول نظرية بناء الدولة، مشددًا على أن أي دولة “لا بد أن يكون قوامها العدل، والذي يجسد العدل هو الحكمة والرشد في اتخاذ القرار، كما أنه من خلال قيادة الدولة بمفهوم العدل المطلق يمكن أن يتحقق البناء الحقيقي، ويمكن أيضًا خلق التنافس الشريف لما يسهم في ترسيخ قوة ومتانة الدولة”.
لا تقدم في دولة يسودها الظلم وأردف الدكتور عبد السلام قائلًا: “علينا أن نكون مدركين ومؤمنين بأن العدل فضيلة، ولكنها للأسف في أحيان كثيرة تكون فضيلة غائبة، فدولة العدل تجد فيها الراحة والسكينة، دولة العدل لا تجد فيها الخوف ولا الترهيب، وهذا هو أساس التنمية الحقيقية، لأن دولة يسود فيها الظلم والقهر لا تنتظر منها أبدًا أي تقدم أو تنمية، وعلى أي حاكم أن يدرك أنه لا يدير حظيرة حيوانات، إنما هو يدير بشرًا وإنسانًا يحتاج إلى الإنسانية في التعامل والرحمة بالقرار والعدل في التطبيق، من هنا يمكن إنشاء مجتمعات عظيمة ذات حاضر وماضٍ عريق، فالعدل قيمة دينية وإنسانية واجتماعية، ولا ينبغي إطلاقًا أن نتخلى عن قيمنا الإنسانية والدينية طالما أردنا بناء دولة القانون”.
المذهبية والطائفية خربتا الأوطان وأوضح الدكتور رضا عبد السلام أن الدين الإسلامي كان سباقًا في إقامة دولة حقيقية مدنية رسخت فيها القيادة لقيم العدل والحرية والمساواة، وجسدت كل معاني الرحمة والسلام والإخاء والتراحم، بعيدًا عن الظلم والبغي والتطرف والإرهاب، وبعيدًا عن التمذهب والطائفية اللتين خربتا الأوطان ودمرت الدول، وأي مشروع يسعى نحو بناء دولة قوية عليه أن يشرك أفراد المجتمع في صنع القرار، لأن هذا يساعد في ترسيخ قيم الولاء والانتماء والمسؤولية عند الأفراد، وهذا يكون دافعًا ومحفزًا كبيرًا لهم، كي يدافعوا عن أوطانهم وبلدانهم التي يشاركون في صنع قرارها ويحددون مستقبلها.
د. مصطفى النشار: إعادة الفلسفة مرة أخرى للعمل لأنها أصل الافكار أكد الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، أنه عندما تنتشر بين الناس قيم الرحمة والعدل والحرية يسود الأمن والسلم المجتمعي، مشددًا على أن سرعة وكيفية اتخاذ القرار لحل أي طارئ لهما دور مهم ومحوري في بناء الدول، “كما أن تحلي الأفراد بالأخلاق وإنكار الذات وتقديم التضحيات يعدّ سلوكًا مثاليًا يساعدنا في بناء أمة عظيمة”.
اقتراحات الشرفاء من منطلق خبرة وأشاد النشار بالمشروع الفكري للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وما يتضمنه من أطر واقتراحات نابعة من تراكم الخبرات وتستهدف بناء دول قوية ترتكز على قيم سليمة راسخة مستمدة من آيات القرآن الكريم.
إسعاد الشعوب وأضاف النشار أن إسعاد الشعوب وبناء الدول وجعلها في مصاف البلدان المتقدمة، كلها أمور ليست بالهينة وتحتاج إلى جهود عظيمة من الراعي والرعية، فكل فرد في المجتمع سواء كان قياده أو مواطنًا عاديًا عليه مسؤوليات وواجبات في مسيرة البناء والتعمير، فاليد الواحدة لا تصفق، وعلى الجميع أن يعلي من شأن الدولة على شأن الأفراد والمصالح.
العبقرية الفكرية للشيخ زايد وتابع أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، أنه “ليس بخافٍ على أحد أننا نتحدث حتى يومنا هذا عن حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونتحدث عن دوره التاريخيّ وجهوده الكبيرة في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة من العدم، حتى نهضت وتقدمت وأصبحت في مصاف الدول العظمى بما فيها من نهضة لا يستطيع أحد نكرانها، دولة اهتم فيها الشيخ زايد ببناء الإنسان في المقام الأول، وقبل أن يبني أي شيء آخر أدرك أن الإنسان هو أساس الحضارة وضمانة للبقاء واستمرار البناء والنهوض”.
حلم الشيخ زايد وتابع: “رغم أن الشيخ زايد آل نهيان كان رجلًا بسيطًا فإنه كان فطنًا ذكيًا، صاحب فكر ورؤية وفكر عميق له أبعاد استراتيجية حكيمة تهتم بالوحدة والقومية والعزة والكرامة، فقد كان من ضمن أحلامه وطموحاته أن يحول الخليج كله إلى دولة واحدة مترابطة تقدر على مواجهة أي عواصف معادية بما لدى الخليج من ثروات وخيرات وخبرات ورجال وكوادر يمكنها صنع المستحيل، كان يحلم بتشكيل اتحاد عربي واحد يضم كل الدول العربية وتتجمع فيها المقومات والخيرات والثروات، لتكون خير أمة تخرج إلى الناس، ولكن للأسف لم يمهله القدر لتحقيق أحلامه القومية والعروبية”.
وحدة العرب وتابع النشار أن الفكر الإبداعي وإرساء قيم العدالة والمواطنة أسس مهمة في بناء الدولة، وعلى هذا فإن وحدة العرب كانت حلمًا أصبح الآن بعيد المنال في ظل ما نراه ونشاهده من تشرذم وفرقة جراء البعد عن الدين الإسلامي الصحيح ونصوص القرآن الكريم، ذاك النص المقدس المنزل من عند المولي عز وجل.
الدفاع المشترك وأردف: “كنا نحلم بأن يكون لدينا وزير دفاع عربي واحد لكل الجيوش في الدول العربية، قادر على أن يحركها في أوقات الخطر بما يضمن سلامة الأراضي العربية والحفاظ على السيادة وتخويف وترهيب أعداء العرب، بدلًا مما نحن فيه الآن من استباحة للأرض والعرض وانتهاك للسيادة، فلو كنا أمة واحدة، كلمتنا واحدة وجيوشنا واحدة، ما كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تقدر على المساس بأراضينا، وما كانت تقدر على العربدة في التراب العربي، تقتل هذا وتسفك دم هذا وتحتل أرض هذا”.
المنهاج الإلهي واختتم النشار: “أمتنا العربية أحوج الآن إلى العلم والمعرفة والوحدة والأخلاق، وكل ذلك موجود في الدين وفي القرآن الكريم، هو المنجي لنا مما نحن فيه الآن، هو القادر على بناء الدول وفق أسس راسخة قوية تقوم على القانون والعدالة، وهذا هو الأساس الذي يمكن أن نبني عليه مجتمعًا صالحًا كما تحتاج المجتمعات أن تتنفس حرية”.
د. حسن حماد: صلاح الفرد من صلاح المجتمع من جانبه، قال الدكتور حسن حماد عميد كلية الآداب جامعة الزقازيق الأسبق، إن صلاح الفرد هو البداية الحقيقية لإصلاح الأسرة، “فالمجتمع حتى يكون صالحًا لا بد أن نبدأ من النشء والشباب، والأسرة هي نواة المجتمع الصالح”.
د. حسن حماد: تجربة الشرفاء فريدة وأضاف حماد أن بناء الدول يبدأ من الأسرة التي تعد نواة المجتمع، “فالأسرة هي الأساس في عملية بناء الدول”، مؤكدًا أن تجربة الشرفاء الحمادي ومشاركته في بناء دولة مثل الإمارات، بوصفه كان مدير ديوان الشيخ زايد، جعلتا نظرية بناء الدول المدنية قابلة للتنفيذ بشكل دقيق، إذ يتضمن المقترح آليات تنفيذ حقيقية لمن يرغب في بناء دولة تقوم على العلم بعيدًا عن الجهل.
الباحث هشام النجار: مشروع الشرفاء التجديدي يكتسب أهميته من طبيعة التحديات التي تواجه العرب والمسلمين فيما أكد الكاتب والباحث هشام النجار في كلمته، أن مشروع المفكر علي الشرفاء التجديدي يكتسب أهميته من طبيعة التحديات التي تواجه العرب والمسلمين اليوم، بالنظر إلى أن المرض الرئيسي الذي يعالجه الشرفاء من جذوره وليس بالمسكنات ولا المهدئات، هو تكريس روايات ما يعرف بالدولة الدينية، وكلها مسيسة مدسوسة صنعت لخدمة سلاطين وحكام أرادوا نيل قداسة زائفة.
بائعو الوهم والمضللون وطرح النجار في كلمته معادلة سمّاها “الأبطال والأبطال المضادين”، داعيًا الباحثين لدراستها في منهج الشرفاء التجديدي، حيث إن بعض الفقهاء ومنظري الجماعات التكفيرية لكي يوهموا أتباعهم المضللين بأن هناك توافقًا بين الروايات التي أصلت للدولة الدينية التي تقسم العالم لدار كفر ودار إسلام وتغزو الآخرين بالقوة، زعموا كذبًا أن الآيات القرآنية التي تتحدث عن التسامح وعدم الإكراه في الدين وحرية المعتقد منسوخة، في مقابل إثباتهم لآيات السيف والقتال كناسخة لها. وشدد النجار على أن هذا باطل وتضليل، لأن القرآن كله كلام الله لا يأتيه الباطل، ولكي تتم إزالة هذا العبث بالدين انتصر المجدد علي الشرفاء للقرآن، الذي هو دستور ومرجعية الدولة المدنية، ووجه لاعتناق قيم الجنوح للسلم والتسامح وحرية المعتقد واحترام مشيئة الإنسان في اختيار معتقده، ما يعني أنه فيما أبطل بعض الفقهاء ومنظرو الجماعات التكفيرية الآيات انتصارًا للروايات المزورة، أبطل الشرفاء الروايات المزورة انتصارًا للآيات.
القرآن هو الاصل واختتم النجار قائلًا: “إننا أمام فرصة عظيمة نادرة متمثلة في منهج المفكر علي الشرفاء التجديدي، الذي يستنبت الإنسانيات من القرآن الأصلي، كما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم”.
د. عبد الراضي رضوان: نظرية الدولة المدنية في التشريع الإلهي لها أعمدة وركائز رئيسية وضحها الشرفاء الحمادي أعمدة الدولة المدنية في ختام كلمات المنصة، قال الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان، إن نظرية الدولة المدنية وتوصيف القيادة التي جاءت في أفكار ورؤى المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، لها أعمدة وركائز رئيسية تعتمد عليها الدولة، حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات.
استنهاض الهمم وأضاف عبد الراضي أن الشرفاء يستنهض الهمم ويستحث العقول ويخاطب القلوب المخلصة، “لأجل أن نعمل متكاتفين وبكل قوة كأسباب وأدوات مُيَسَّرة من الله تقوم بمهمة حفظ كتابه المكنون الذي تكفل به سبحانه وسخرنا لذلك”.
المدينة الإنسانية الفاضلة واختتم عميد دار العلوم الأسبق قائلًا: “يجب أن نعمل على تصحيح المفاهيم وبيان جوهر البلاغ القرآني الحقيقي ومقاصده الإصلاحية الرامية إلى تأسيس المدينة الإنسانية الفاضلة التي يعيش ساكنوها متمتعين بأخوة جامعة وعدالة يانعة وعيش مشترك على المحبة والسعة”. د. أبو الفضل الإسناوي: الدول العربية تواجه تحديات جسامًا وتطبيق نظرية الدولة مهم لمواجهة تلك التحديات من جانبه، تحدث الدكتور أبو الفضل الإسناوي مدير مركز “رع” للأبحاث والدراسات، عما قامت به الدول المصرية خلال الفترة الماضية، إذ نجحت في مواجهة التحديات، واستطاعت أن تتقدم بشكل كبير في كل مناحي الحياة.
أفكار الشرفاء طريق مستقيم وأضاف أن الدولة المصرية استطاعت أن تتقدم في ظل ظروف دولية صعبة للغاية، وتحديات جسام بفضل الإدارة الحكيمة. وأشاد الإسناوي بأفكار ورؤى الشرفاء الحمادي الذي اعتبرها طريقًا مستقيمًا يحقق الأمن والسلام والرحمة والعدل والحرية.
د. معتز صلاح: أفكار الشرفاء الحمادي يجب تطبيقها كما تحدث المستشار الإعلامي بجامعة الدول العربية وعضو مؤسسة “رسالة السلام”، الكاتب الصحفي الدكتور معتز صلاح الدين، عن مجمل أفكار الشرفاء الحمادي الذي اعتبرها أفكارًا تنويرية تحتاج إلى التفاعل معها بشكل جدي وتطبيقها، مؤكدًا أن نظرية الدولة المدنية أطروحة مميزة عالجت كل الأطر والمحاور “حتى نقيم دولة مدنية قوية”.
د. محمد عبد الرحمن المرصفي: أفكار ورؤى الشرفاء الحمادي تسهم في بناء الدول من جانبه، أشاد الدكتور محمد المرصفي بكل أفكار الشرفاء الحمادي، وقال في مداخلة مقتضبة، إن تلك الأطروحات والأفكار المهمة يجب النظر إليها، ووضعها في إطار التنفيذ، لأن الدولة المدنية تحقق الأمن والاستقرار والتقدم لمواطنيها.
الباحث أحمد شعبان: المنهاج الإلهي وتطبيقه بشكل صحيح يسهمان في الاستقرار والتقدم فيما أشاد الباحث أحمد شعبان باعتماد نظرية الدولة المدنية على المنهاج الإلهي، وقال: “قد استطاع أولياء الشيطان أن يخدعوا المسلمين بروايات التزوير على الرسول، مما جعلهم يهجرون الدستور الإلهي، وتاهوا بين الروايات التي فرقتهم شيعًا وأحزابًا”.